للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهب قد فنى من قد سمعنا بذكرهم … أما كان فيهم من يكون له نسل

وفى سنة ثمان وعشرين ومائتين، توفّى أبو تمام حبيب بن أوس الطائى، صاحب الحماسة، ملك الشعراء؛ كان أصله من قرية حاسم بالقرب من طبرية، دخل مصر، وأقام بها بجامع عمرو يسقى الماء، فشاع ذكره، وسار فى الآفاق شعره، ثم توجّه من مصر إلى الموصل، فمات بها تلك السنة.

قال الكندى: لما دخل المأمون مصر، رأى الأهرام، فأمر بفتح الهرم الكبير، فلما انتهى فيه إلى عشرين ذراعا، وجد هناك مظهرة خضراء، فيها ذهب مضروب، زنة كل دينار أوقية، وكان عددها ألف دينار، فتعجّب المأمون من جودة ذلك الذهب، وقال: «ارفعوا حساب ما قد أصرفناه على فتح هذه الثلمة»، فوجد الذهب الذى أصابه فى المظهرة، بقدر ما نفقه على فتح الثلمة، لا يزيد (١) ولا ينقص، فتعجّب من ذلك غاية العجب، وقال: «كأن هؤلاء القوم بمنزلة لا ندركها نحن، ولا أمثالنا».

وقيل إنّ المظهرة الخضراء، التى وجدت فى الثلمة، كانت من الزبرجد الأخضر، فأمر المأمون بحملها إلى خزائنه، وهى آخر ما حمل من عجائب مصر؛ واستمرّ النقب موجودا فى الهرم الكبير، يقصدونه الناس، وينزلون به، فمنهم من يسلم، ومنهم من يهلك، انتهى ذلك.

فلما رحل المأمون عن مصر، عزل عيسى بن منصور الرافقى.

وولّى نصر بن كيدر السعدى، فأقام بها إلى سنة تسع عشرة ومائتين.

وفى أيامه توفّى أحمد بن أشكال أبو عبد الله الصفّار الكوفى، نزيل مصر، مات سنة سبع عشرة ومائتين. - وتوفّى على بن معبد بن شدّاد العبدى، نزيل مصر، مات فى رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين.

وتوفّى فيها أيضا حبيب بن أبى حبيب أبو محمد المصرى، تابعى. - وتوفّى سعيد ابن عيسى المصرى، تابعى، مات فى ذى الحجّة سنة تسع عشرة ومائتين.

وفى سنة تسع عشرة ومائتين، فيها توفّى عثمان بن صالح بن صفوان السهمى،


(١) لا يزيد: لا يزد.