للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويغلون اللحم فى دست، ويبيعونه للإفرنج كل قنطار بخمسة وعشرين دينارا، فلما قبضوا عليهم، ضربوا بالمقارع، وقطعت أيديهم وعلّقت فى رقابهم، وطافوا بهم القاهرة، ثم حبسوا. - وفيه حضر السلطان تفرقة الجامكية، وقطع منها عدّة جوامك لأجناد الحلقة، ممن له إقطاع وجامكية.

وفى جمادى الأولى، كملت عمارة مدرسة السلطان، التى تجاه سوق الورّاقين، وخطب فيها ذلك اليوم، [وذلك يوم الجمعة سابع هذا الشهر] (١)، وقد قرّر فى الخطابة الشيخ عبد الرحيم الحموى الواعظ. - وفيه توفّى الصاحب تاج الدين بن كاتب المناخات القبطى، وهو والد الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخات. - وفيه قبض السلطان على الناصرى محمد بن أبى والى الأستادار، وعلى كريم الدين (٢) بن كاتب جكم ناظر الديوان المفرد، وصودروا.

وفى جمادى الآخرة، أخلع السلطان على صلاح الدين محمد بن الصاحب بدر الدين ابن نصر الله، وقرّر فى الأستادارية، عوضا عن محمد بن أبى والى. - وفيه جاءت الأخبار بأن مكّة المشرّفة حصل بها سيل عظيم، حتى بلغ الماء إلى الحجر الأسود، وقرب من باب البيت؛ وأن فى تلك السنة مات من أهل مكّة المشرّفة نحوا من ثلاثة آلاف إنسان بعلة البطن. - وفيه توفّيت زوجة السلطان خوند فاطمة بنت قجقار القردمى، وهى أمّ ولده محمد، وكان لها جنازة حافلة، ودفنت بالمدرسة الأشرفية، التى أنشأها السلطان.

وفيه جمع السلطان القضاة الأربعة، ومشايخ العلم، وسألهم عن جواز أخذ زكاة الأموال الباطنة والظاهرة من الناس، فوقع الجدل فى ذلك، ثم وقع الاتّفاق على أن الأموال الباطنة زكاتها موكولة (٣) إلى أربابها، وأما الإبل والبقر والغنم فلا يجب فيها الزكاة، إلاّ إذا كانت سائمة، وأرض مصر لا مرعى فيها سائمة؛ وأما إذا كانت


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٥٥ ب.
(٢) وعلى كريم الدين: وعلى بن عبد الكريم.
(٣) موكولة: مكولة.