للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الإمام الليث بن سعد، .

فأقام المطلب على ولايته بمصر إلى سنة مائتين، وعزل.

ثم تولّى بعده السرى بن الحكم، ثم صرف عنها.

وتولّى بعده سليمان بن غالب، وذلك سنة إحدى ومائتين، ثم صرف.

وأعيد السرى بن الحكم ثانيا، فأقام على ولايته بمصر، حتى مات.

ثم تولّى بعده الأمير إبراهيم بن محمد السرى.

وفى أيامه، سنة أربع ومائتين، كانت وفاة الإمام الشافعى، ، وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى، أحد أجداد رسول الله، ؛ والسائب جدّه، صحابى، أسلم يوم بدر، وكذلك ابن شافع؛ وأمّ الإمام الشافعى فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسين بن الإمام على، أجمعين، قال الكرمانى:

الشافعى إمام كل أئمة … تربى فضائله على الآلاف

لكننى أوتيت بدعا بارعا … فى وصفه هو سيد الأوصاف

ختم النبوة والإمامة فى الهدى … بمحمّدين هما لعبد مناف

وكان مولد الإمام الشافعى بغزّة، وقيل بعسقلان؛ قال بعض الرواة: إنّ فاطمة أمّ الإمام الشافعى، رأت فى منامها، وهى حامل به، أنّ نجما خرج من بطنها وله ضوء عظيم، فسقط بأرض مصر، ثم طارت منه شظايا فانتشرت فى سائر الآفاق؛ فقصّت رؤياها على بعض العابرين، فقال لها: «سيخرج من بطنك مولود، ويكون من كبار العلماء، ويخصّ علمه أهل مصر، دون غيرها من البلاد، وينتشر علمه فى سائر البلاد»، وكان الأمر كذلك.

وكان مولد الإمام الشافعى، ، سنة خمسين ومائة، وهى السنة التى توفّى فيها الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، .

قيل إنّ الإمام الشافعى حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وقرأ الموطّأ على الإمام