للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظائف، وصار أمير كبير، وجرى عليه شدائد ومحن، وآل أمره إلى الخنق وهو بالسجن بثغر الإسكندرية، وكان من خيار الأمراء؛ وقتل بالسجن أيضا سودون المجنون، وأسنبغا الذى كان زردكاش، خنقوا هؤلاء الأمراء فى ليلة واحدة فى السجن.

وفيه وقع الطاعون بالقاهرة، وتوفّى فى ابتدائه عبد الرحمن بن بدر الدين العينى. - وفيه توفّى الصاحب سعد الدين إبراهيم البشيرى، وكان أصله قبطى، ولكن أسلم وحسن إسلامه، وجدّد بناء الجامع المجاور لبيته، الذى فى بركة الرطلى، وكان أقلّ ظلما من غيره من الوزراء.

وفى صفر، رسم السلطان بجرف ما تجدّد من الرمال، التى ظهرت عند احتراق النيل، من عند الجامع الجديد الناصرى، إلى جامع الخطيرى الذى ببولاق، وكان القائم على جرف ذلك الأمير سودون القاضى (١) حاجب الحجّاب، وكزل المجمى الخازندار، وكان عدّة أبقار الجراريف مائة وخمسين رأسا، تسحب الجراريف.

وفيه جاءت الأخبار بوقوع فتنة عظيمة بين محمد كرشجى بن عثمان ملك الروم، وبين محمد بن قرمان، فاستطال محمد كرشجى على ابن قرمان، وأخذ غالب بلاده، حتى لم يبق مع ابن قرمان سوى قونية (٢) فقط. - وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا، حتى سالت منه الأودية، وكان ذلك فى بشنس من الشهور القبطية، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه أنكر السلطان على قاضى قضاة الشافعية جلال الدين (٣) البلقينى، وعلى قاضى قضاة الحنفية ناصر الدين بن العديم، وذلك بسبب نوّابهم، وكانوا قد كثروا حتى


(١) القاضى: العاص.
(٢) قونية: كذا فى طهران ص ١٢٣ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٢٧ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٠٢ آ. وفى الأصل: قريته.
(٣) جلال الدين: كذا فى طهران ص ١٢٣ ب، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٢٧ ب. وفى الأصل، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٠٢ آ: جمال الدين.