للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستغن بالسمع عن مراهم عظة … فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم

وكان الملك الناصر فرج شجاعا، بطلا مقداما، كريما، غير أنّه كان سفّاكا، مسرفا على نفسه، منهمكا على اللذّات، لا يعى من السّكر، ليلا ولا نهارا، حتى غلا سعر العنب (١) فى أيامه من كثرة ما يعصره؛ ومات وهو شاب، كما دارت لحيته؛ وكان عربىّ الوجه، أشهل العينين، وافر الأنف، يميل إلى الصفرة، نحيف الجسد.

وخلف من الأولاد سبعة: ثلاثة صبيان، وأربع بنات: فأما الصبيان، فهم:

محمد، وفرج، وخليل، الذين (٢) نفاهم المؤيّد شيخ إلى ثغر الإسكندرية، وأقام خليل بها إلى أن مات فى دولة الأشرف أينال، ونقل حتى دفن فى تربة جدّه برقوق، التى فى الصحراء؛ وأما البنات: فخوند شقرا زوجة الأتابكى جرباش كرت، وخوند آسية، وخوند زينب، وخوند هاجر.

وأما ما ابتناه من العمائر فى أيّامه: فالجامع، الذى فى الحوش السلطانى؛ والمدرسة، التى تجاه باب زويلة، المعروفة بالدهيشة؛ وأنشأ ربعين بجوار جامع الصالح، وله غير ذلك من الإنشاءات.

انتهى ما أوردناه من أخبار دولة الملك الناصر فرج بن برقوق بن آنص العثمانى، وبه انقرضت دولة الملك الظاهر برقوق.


(١) العنب: كذا فى طهران ص ١١٤ ب. وفى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١١٧ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩٥ ب: النبيذ.
(٢) الذين: الذى.