للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة دوادار شيخ، وصحبته إمام قبّة الصخرة (١)، وكان رجلا من أهل العلم، معتقدا فيه بالصلاح، فحضرا (٢) وعلى أيديهما صورة محضر []، يذكر فيه أنّه كان متوجّها إلى طرابلس، فلما وصل شقحب (٣)، خرج عليه بكتمر جلق، وحاربه أشدّ [ما يكون من] (٤) المحاربة، وأنّه مقيم على الطاعة للسلطان؛ فلما قرئ هذا المحضر على السلطان، غضب على دوادار شيخ، وأمر بتوسيطه، وضرب إمام قبّة الصخرة (١) علقة قويّة، وسجنه بخزانة شمايل.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة جماز (٥) بن هبة، أمير المدينة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، مات ببعض نواحى المدينة مقتولا.

وفيه حضر الشيخ شهاب الدين الزعيفرينى (٦) بين يدى السلطان [فى الحوش] (٧)، فأمر بقطع يده ولسانه؛ وسبب ذلك أنّه كتب ملحمة، وعتق ورقها، وأهداها إلى شيخ، وذكر [فيها] (٨) أنّه سيلى السلطنة، فلما بلغ السلطان ذلك، فعل به ما فعل.

وفيه توفّى الأمير آقباى الطرنطاى، رأس نوبة الأمراء، وكان من الظلمة الكبار، وقد استجار من ظلمه أهل مصر.

وفى رجب، كان وفاء النيل المبارك، فى أول (٩) يوم من مسرى، ونزل السلطان، وكسر السدّ، وكان يوما مشهودا؛ واستمرّ النيل يزيد حتى بلغ فى الزيادة اثنين وعشرين ذراعا وأصبع من ثلاثة وعشرين ذراعا، وثبت إلى نصف هاتور؛ فحصل منه


(١) قبة الصخرة: قبة الصخرا.
(٢) فحضرا: فحضر.
(٣) شقحب: سفحت.
(٤) ما بين القوسين عن طهران ص ١٠٥ آ.
(٥) جماز: فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٠٩ آ: حماد.
(٦) الزعيفرينى: عن طهران ص ١٠٥ آ. وفى الأصل: الزعفرينى، وفى لندن ٧٣٢٣ ص ١٠٩ آ: الزعفرانى، وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩٠ ب: الزعيفرى.
(٧) [فى الحوش]: عن طهران ص ١٠٥ آ.
(٨) [فيها]: تنقص فى الأصل.
(٩) فى أول: فاول.