للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صرخد، وقتل بها من الفريقين ما لا يحصى عددهم، وآخر الأمر انكسر شيخ وهرب إلى صرخد؛ فعند ذلك نهب وطاق شيخ عن آخره.

ثم إنّ السلطان نادى: «كلّ من جاء بأمير من جماعة شيخ، فله مائة دينار وفرس»؛ وكان يتسحّب من عند السلطان جماعة من الأمراء، وتوجّهوا إلى عند شيخ، منهم: سودون الجلب، وسودون بقجة (١)، وتمراز، وتمربغا المشطوب، وغير ذلك من الأمراء.

وفى ربيع الأول، جاءت الأخبار بأنّ نوروز، لما انكسر من التركمان، رجع (٢) إلى حلب هاربا، فسرّ السلطان بذلك، وكان قد ملك صرخد من شيخ، فدقّ بها البشائر. - ثم إنّ السلطان رجع إلى دمشق، فلما رجع إلى دمشق، قبض على علم الدين بن الكويز، وأخيه خليل، فإنّهما كانا من جماعة شيخ؛ ثم إنّ شيخ أرسل إلى الأتابكى تغرى بردى، بأن يمشى بينه وبين السلطان بالصلح، فما زال الأتابكى تغرى بردى يسعى بين شيخ وبين السلطان بالصلح، حتى أصلح بينهما؛ وتوجّه فتح الله، كاتب السرّ، إلى شيخ وحلّفه أيمانا عظيمة، أن لا يخرج عن الطاعة (٣)، ولا يخامر على السلطان.

ثم إنّ شيخ بعث للسلطان تقدمة على يد ولده إبراهيم، فأكرمه السلطان؛ وكان عمر سيدى إبراهيم يومئذ سبع سنين، فأهدى إليه السلطان هديّة حافلة، وأرسل إلى أبيه خلعة بأن يكون نائب طرابلس، وتقرّر الحال على ذلك؛ ثم إنّ السلطان رحل عن دمشق، قاصدا الديار المصرية.

[وفى ربيع الآخر] (٤)، توفّى الشيخ الصالح سيدى محمد الخردفوشى (٥)، وكان من الصالحين [رحمه الله تعالى] (٦).


(١) بقجة: نفحه.
(٢) رجع: ورجع.
(٣) عن الطاعة: فى طهران ص ١٠٤ ب: عن طاعة السلطان.
(٤) [وفى ربيع الآخر]: عن طهران ص ١٠٤ ب. وفى الأصل: وفيه.
(٥) الخردفوشى: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٠٨ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٩٠ آ. وفى طهران ص ١٠٤ ب: الخردفوشى.
(٦) ما بين القوسين عن باريس ١٨٢٢ ص ٢٩٠ آ.