للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترب كل يوم ثلاث مرّات، وأكثر، مع كثرة ازدحام الناس عليها، وعزّ وجودها؛ فيكون على هذا عدّة من يموت لا يقصر عن ألف وخمسمائة فى اليوم، سوى من لا يرد اسمه الديوان، من مرضى المارستان، ومن يطرح على الطرقات؛ وغالب من يموت الشباب والنساء؛ ومات بمدينة منوف العليا أربعة آلاف وأربعمائة إنسان، كان (١) يموت بها فى كل يوم مائة وأربعون نفرا، واستمرّ، وتزايد أمره جدّا، وقال القائل فى المعنى:

تزايد الطاعون لما أتى … شعبان والشدّة به صعبة

ودام فى الصوم على فتكه … وفطر الناس على كبّة

فأبيعت فى تلك الأيام البطيخة الصيفى، نحو ثلثماية درهم. - وفيه اتّفق أنّه كان لبعض الأمراء صاحب من فقراء العجم، وكان له أيضا ولد صغير كيّس، فكان الفقير يحبّ ذلك الصغير، ويكثر أن يقول: «لو مات هذا الصغير، لمتّ من الأسف عليه»، فقدّر الله موت الصغير، فما فرغوا من غسله، حتى مات الفقير، فساروا بالجنازتين معا، ودفنا متجاورين.

[وفى] (٢) شهر ذى القعدة، أوله الأحد، فيه، فى سادس عشره، استقرّ فى حسبة القاهرة تاج الدين محمد بن أحمد بن على، عرف بابن المكلّلة، ربيب ابن جماعة، وعزل الطويل.

وفيه، فى رابع عشرينه، أعيد ابن شعبان إلى الحسبة، وعزل ربيب ابن جماعة. - وفيه توجّه عدّة من الأمراء إلى جهات مصر، فمضى الأمير يشبك، فى طائفة، إلى البحيرة، ومضى الأمير يلبغا الناصرى، فى طائفة، إلى أطفيح، لأخذ جمال الناس، من أجل التجريدة لقتال جكم.

وفيه ظهرت بثرة برجل، فوصف له شخص أن يؤخذ فروج، ويوضع دبره على تلك البثرة، فإن مات الفروج، وضع دبر فروج آخر، ففعل كما قال، فمات عشرون فروجا، عند ما يلصق دبر الفروج بالبثرة، يموت لوقته.


(١) كان: كل.
(٢) [وفى]: تنقص فى الأصل.