للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكانت جنازتهما بجمعها كثير، ولهج الناس بأنّهما ماتا مسمومين.

وفيه، فى سابعه، دخل السلطان إلى دمشق فى تجمّل عظيم، ونزل بدار السعادة؛ إلى أن توجّه يريد حلب، فى سابع عشره، ودخلها فى سادس عشرينه، وقد رحل الأمير جكم عنها، وعدّى الفرات، ومعه الأمير نوروز، والأمير تمربغا المشطوب، وجماعة؛ فنزل السلطان بالقلعة، وبعث الأمراء فى طلب جكم.

وفيه، فى ثامن عشرينه، قدمت رمّة الملك المنصور عبد العزيز، وأخيه إبراهيم، من الإسكندرية، على ظهر النيل، إلى ساحل القاهرة، وحملا إلى تحت القلعة، وأمّهاتهما، وجواريهن، مسلبات، فصلّى عليهما، ودفنا عند أبيهما تحت الجبل، بتربته التى أوصى بعمارتها.

وفى جمادى الأولى (١)، فيه، [فى] (٢) رابعه، يوم الأحد، أعاد نائب الغيبة، ابن شعبان إلى الحسبة، وعزل الطويل.

وأما الشام، فإنّ الأمير سودون الحمزاوى، الدوادار، دخل بالجاليش السلطانى إلى دمشق، فى يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر؛ ودخل الأمير بيغوت، فى رابعه؛ وقدم السلطان، فى يوم الاثنين سابعه، ودخل دمشق فى تجمّل زائد، وحمل الأمير شيخ، نائب الشام، الجتر، وهى القبّة والطير، على رأسه؛ وبين يديه الخليفة، والقضاة الأربعة، والأمير يشبك، وبقيّة العساكر، فنزل السلطان بدار السعادة.

وفيه، فى ليلة الثلاثاء ثامنه، بعث الوزير فى طلب علاء الدين على بن أبى البقا، قاضى دمشق، ففرّ من الأعوان بعد ما قبضوا عليه. - وفيه، فى ثامنه أيضا، خلع على الأمير سودون بقجة، لنيابة طرابلس، وسار إليها.

وفى يوم الجمعة حادى عشره، صلّى السلطان الجمعة بجامع بنى أميّة، وخطب به، وصلّى، الشهاب أحمد بن الحسبانى. - وفيه، فى هذه الأيام، ركب المماليك السلطانية، تحت قلعة دمشق، وطلبوا النفقة، وتكلّموا كثيرا بما لا يليق. - وفيه، فى ثانى عشره، توجّه الأمير شيخ، نائب الشام، والأمير دمرداش، نائب حلب، من دمشق يريدان حلب.


(١) الأولى: الأول.
(٢) [فى]: تنقص فى الأصل.