للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعروف بالبلقينى، يوم الجمعة عاشر ذى القعدة، مولده سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وتوفّى عن إحدى وثمانين سنة وثلاثة أشهر إلا ثلاثة عشر يوما، وقد انتهت إليه رياسة العلم فى أقطار الأرض، وشهرته تغنى عن شرحها، ودفن بمدرسته (١)، من حارة بهاء الدين بالقاهرة.

وقال الشيخ كمال الدين الدميرى: «إنّ بعض الأولياء، قال له: رأيت فى المنام، لما مات شيخ الإسلام العلامة، فريد عصره، ووحيد دهره، الشيخ سراج الدين أبو حفص سراج الدين عمر البلقينى، قائلا يقول لى: إنّ الله تعالى يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمّة من يجدّد لها دينها، بدأ بعمر وختم بعمر»، نقل ذلك الشيخ جلال الدين الأسيوطى فى بعض مؤلّفاته.

ولما مات الشيخ سراج الدين، رثاه الحافظ العلامة شهاب الدين بن حجر بهذه المرثية، مطلعها:

يا عين جودى لفقد البحر بالمطر … وادرى الدموع ولا تبقى ولا تذرى

أقضى نهارى فى همّ وفى حزن … وطول ليلى فى فكر وفى سهر

وغاص قلبى فى بحر الهموم أما … ترى سقيط دموعى منه كالدرر

ومنها:

فرحمة الله والرضوان يشمله … سلامة ما يلى باك على عمرى

لقد أقام منار الدين متّضحا … سراجه فأضاء الكون للبشر

من لو رآه ابن إدريس الإمام إذن … أقرا وقرّ عيونا منه بالنظر

محقّق كم له بالفتح من مدد … تحقيق رجوى نبى الله فى عمر

لو قال هذى السوار الخشب من ذهب … قامت له حجج يشرقن كالدرر

قالوا إذا عظمت نبه لها عمرا … ونم فمن بعده للشكل العسر

ومنها:

عجبى (٢) لقبر حواه إنه عجب … إذ بان منه اتساع البر للبحر


(١) بمدرسته: كذا فى الأصل.
(٢) عجبى: عج بى.