وإيش دلايل ذى الكوكب باين دره … دلّت على موت هذا الفيل فى القنطرة
وناصر الدين من عمرى، أدرى الدخول … والناس تقول إنّى قيّم، صاحب قبول
لما هلك ذا الفيل مرزوق، فصرت أقول
تعا اسمعوا بالله يا ناس إلّى جره … الفيل وقع يوم الاثنين فى القنطرة
وفى رمضان، فيه دبّت عقارب الفتن بين الأمراء، وهم: الأمير نوروز، وجكم العوضى، وبين سودون طاز، واختلافهم، وانقطع نوروز الحافظى، وجكم العوضى، وقنباى، عن الخدمة، وكثر بين الناس القال والقيل، ووزّعوا الناس قماشهم فى الحواصل، وصارت الدروب تغلق من المغرب، فاستمرّوا على ذلك، ودخل شهر رمضان وانفضى، فلم يحضروا للهنا بالعيد، ولا صلّوا (١) صلاة العيد مع السلطان.
وفى شوال، فيه، فى يوم الجمعة ثانيه، ركب الأمير جكم، ونوروز، وسودون من زادة، وغير ذلك من الأمراء، للحرب، وطلعوا إلى الرملة، ثم إنّ الأمير سودون طاز، أمير آخور كبير، ألبس مماليكه آلة الحرب، وحصّن باب السلسلة بالمكاحل، وهى معمّرة بالمدافع.
فلما تزايد القتال بين الأمراء، وقتل من العسكر جماعة كثيرة، وجرح الأمير سودون من زادة، نزل السلطان من القصر إلى الاصطبل، وجلس بالمقعد المطلّ على الرملة، عند سودون طاز، وعلّق الصنجق السلطانى، ودقّت الكوسات حربى، فطلع إليه جماعة من الأمراء، ممن كان من عصبته، وركب نوروز، وجكم، وقنباى، وقرقماس الرماح، ووقعت الحرب من بكرة النهار إلى العصر، ورأس الأمراء نوروز، وجكم، وخصمهم سودون طاز.
فلما كان آخر النهار، بعث السلطان بالخليفة المتوكّل على الله، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وقضاة القضاة الأربعة، إلى الأمير الكبير نوروز، فى طلب