للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمال كبير، حتى استقرّ فى قضاة (١) القضاة الشافعية، فشقّ ولايته على والده، فلما دخل عليه وهو لابس التشريف، أساء عليه، حتى تلطّف به جلال الدين، واستمرّ الشيخ سراج الدين فى قهر منه حتى مات.

وفيه، فى ثامنه، استقرّ الأمير ألطنبغا العثمانى، فى نيابة غزّة، عوضا عن الأمير صروق (٢). - وفيه جاءت الأخبار من دمشق، بأنّ صاعقة نزلت من السماء على رجل (٣) كان واقفا تحت القلعة، فقتلته، خاصة دون الناس.

وفيه جاءت الأخبار، بأنّ الشام أخصبت فى تلك السنة، حتى أنبت القمح مائتى [حبّة فى سنبلة] (٤) واحدة، فعدّ ذلك من النوادر الغريبة.

وفى رجب، فيه ظهر فى السماء كوكب كبير، يقرب نوره من القمر، وله ذؤابة صاعدة إلى السماء، وكان يرى بالنهار مع ضوء الشمس، واستمرّ يطلع فى كل ليلة بعد المغرب، ويقيم إلى ثلث الليل، فأقام على ذلك إلى آخر شعبان، مدّة ثم اختفى.

وفيه حضر مقدّم البريد، ومعه سيف صرق (٥)، نائب غزّة، وأخبر أنّ أمير حزم، لما خامر صرق، وصار يفسد فى البلاد، خرج إليه مع جماعة من العربان، وواقعه، فانكسر صروق (٦)، وقتل فى المعركة، فأرسل سيفه إلى السلطان، واحتاط على موجوده.

وفيه جاءت الأخبار بأنّ شيخ المحمودى، لما توجّه إلى طرابلس، أظهر العصيان، وخرج عن الطاعة، وقبض على حاجب طرابلس، وعلى جماعة من أمراء طرابلس، وسجنهم بسجن المرقب؛ وأنّه شرع فى عمل يرق ثقيل، واستخدم جماعة كثيرة من العربان والعشير والتركمان؛ وكان أكثر الفلكية يلهج بسلطنة شيخ هذا، حتى تسلطن، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه.


(١) قضاة: قضا.
(٢) صروق: كذا فى الأصل.
(٣) على رجل: على رجلا.
(٤) حبة: سنبلة. وقد كتبت ملاحظة فى الهامش تقول: وينبغى أن تكون مائتى حبة.
(٥) صرق: كذا فى الأصل.
(٦) صروق: كذا فى الأصل.