للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واقتتلا، فقتل بينهم عشرة أنفس، وجرح جماعة، وفرّ سلامش، وأخذ جركس أسيرا، فجمع سلامش لحرب (١) صروق (٢)، واستنجد بعمر بن فضل، أمير حزم، فقام معه، وقدما فى جمع كبير إلى غزّة، فى رابع عشره، واقتتلوا مع صروق (٢)، فانهزم منهم، فى يوم الخميس خامس عشره، فتتّبعوه، وقبضوا عليه، وقيّدوه، ونهبت غزّة، ولولا أمير حزم لحرقت عن آخرها؛ وقتل بينهم نحو الخمسين رجلا، وجرح نحو ثلاثماية.

وفيه، فى يوم الجمعة، حضر إلى الأبواب الشريفة الطواشى عبد اللطيف الساقى، وكان مأسورا عند تمرلنك، ففرّ من عنده بعد ما قاسى (٣) شدائد عظيمة ومحنا؛ فأخبر أنّ تمرلنك لما رجع من الشام، توجّه إلى بغداد، وأخربها، وقتل أهلها، كما فعل بدمشق؛ وأخبر أنّ تمرلنك وضع قاضى القضاة صدر الدين المناوى الشافعى فى زكيبة، وأغرقه فى نهر الزاب؛ وأخبر أيضا أنّ سودون، نائب الشام، مات فى أثناء الطريق.

وأخبر أنّ القاضى ناصر الدين الحلبى الحنفى، الذى خرج مع السلطان، نائبا عن قاضى القضاة جمال الدين الملطى، مات فى أثناء الطريق؛ وأخبر عن القاضى ناصر الدين ابن أبى الطيب الدمشقى، كاتب سرّ الشام، قد فقد فى أثناء الطريق.

وأخبر عن القاضى تقىّ الدين بن مفلح الحنبلى، الذى كان ماشى (٤) بين أهل الشام وتمرلنك بالصلح، مات فى أثناء الطريق؛ وأخبر بموت شهاب الدين بن ربيعة المقرئ، وكان علامة فى القراءات.

وأخبر بموت الريّس أبو بكر بن الجندى الساعاتى، وكان علامة فى صنعة الميقات؛ وأخبر بموت الشيخ عثمان الأنصارى الغبارى الكركى الشافعى، وكان من أعيان علماء دمشق؛ وأخبر بوفاة جماعة كثيرة ممن أسر عند تمرلنك.

وفيه، فى يوم الجمعة سادس عشرين [الشهر]، أقيمت الجمعة بالجامع الأموى


(١) لحرب: لحروب.
(٢) صروق: كذا فى الأصل.
(٣) قاسى شدائد عظيمة ومحنا: قاسا شدائدا عظيمة ومحن.
(٤) ماشى: كذا فى الأصل.