للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على سودون الحمزاوى، لنيابة صفد، عوضا عن دقماق، المنتقل لنيابة حلب.

وفيه قدم الأمير ألطنبغا العثمانى، نائب صفد، والأمير بهاء الدين عمر بن الطحان، نائب غزّة، من أسر تمرلنك، وذكرا أنّهما فارقاه من أطراف بغداد.

وفيه كانت كائنة طرابلس، وذلك أنّه قدم إليها، فى يوم الاثنين عاشره، مركب فيه عدّة من الفرنج، فخرج الناس لحربهم، وكان بالميناء مراكب لتجارة الفرنج، فاجتمعوا على مراكب المسلمين، التى قد شحنت بالبضائع، لتسير إلى أرض [أخرى] (١)، وأخذوا منها مركبين، فيهما مال كبير، وأسروا خمسة وثمانين مسلما، بعد ما قاتلوا قتالا شديدا، وغرق جماعة، وفرّ جماعة، وأصبحوا من الغد على الحرب، فوقع الاتّفاق على فكاك من أسروه بمال يحمل إليهم، فلما حمل إليهم بعض المال، أسروا الرجل، ومضوا فى ليلة الخميس ثالث عشره، ونزلوا على قرية هناك، فقاتلهم [أميرها] (٢).

وفى ربيع الأول، أوله الاثنين، فيه، فى خامسه، لبس الأمير آقبغا خلعة نيابة الشام، وقد وصلت إليه من القاهرة إلى دمشق، وقرئ تقليده.

وفيه توفّى العلامة سراج الدين عمر بن الملقن الشافعى، وكان أصله من الأندلس، وكان أنصارى (٣)، وقد جاوز الثمانين سنة من العمر.

وفيه توفّى الأمير لاجين القاسمى، شيخ الجراكسة، وكان معظّما عند الأمراء والعسكر، وكان أجمعوا الناس على سلطنته، فلم ينله شيئا، ومات بالسجن بثغر الإسكندرية، وكان يميل إلى مذهب الرفض، ويقول: «إذا أنا تولّيت السلطنة؛ أحرق كتب الفقهاء، وأنفى العلماء من مصر»، فأخذه الله تعالى قبل أن يفعل ذلك.

وفيه توفّى الشيخ الصالح المعتقد، سيدى على بن عبد الله التركى، وكان له كرامات خارقة. - وتوفّى المسند شهاب الدين أحمد السويدادى، وكان علامة عصره.

وفيه، فى عاشره، قدم الأمير دقماق، من صفد، إلى دمشق، يريد حلب، وقد


(١) [أخرى]: تنقص فى الأصل، ويعنى إلى بلد آخر.
(٢) [أميرها]: تنقص فى الأصل.
(٣) وكان أنصارى: كذا فى الأصل.