للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختفى (١)؛ ثم توجّه حاجب الحجّاب لبيت سودون الحمزاوى، فلم يجده، وكذلك بقيّة الأمراء الذين (٢) عيّنوا للمسك، فلم يجد منهم أحدا (٣).

وكان السلطان له عناية بهؤلاء (٤) الأمراء فى الباطن، فرسم للخليفة، والقضاة الأربعة، أن يتوجّهوا إلى بيوت الأمراء، ويشفعوا فى هؤلاء (٥) الأمراء من النفى، فوقع الاتّفاق على أن الأمير سودون الحمزاوى، يستقرّ نائب صفد، وبقيّة الأمراء يخرجوا (٦) إلى الشام ويقيمون بها، ويرتّب لهم ما يكفيهم فى كل سنة. - وفيه، فى خامس عشرينه، رسم للأمير سودون الحمزاوى بنيابة صفد.

قال المقريزى فى السلوك (٧): «إنّ سبب ذلك، أنّه اختلف مع الأمراء الكبار، وهم:

الأمير نوروز، وجكم، وسودون طاز، وتمربغا المشطوب، وقانى باى العلاى، فانقطعوا عن الخدمة السلطانية، من أول صفر، وعزموا على إثارة الحرب، فلبس الحمزاوى للحرب فى داره، واجتمع إليه من يلوذ به؛ وكان الأمراء، الذين (٨) قد عيّنوا للخروج من ديار مصر، ثمانية أنفس، وهم: الحمزاوى، وسودون بقجة، وهما من أمراء الطبلخانات، ورءوس نوب؛ وأزبك الدوادار، وسودون بشتا، وهما من أمراء العشراوات؛ وقانى باى الخازندار، وبردى بك، وهما من الخاصكية، وآخرين من المماليك الخاصكية؛ ثم مشى الحال بينهم، وبين الأمراء، واصطلحوا على خروج الحمزاوى لنيابة صفد، وإقامة الباقين من غير حضورهم الخدمة؛ وفيه حلف الأمراء والمماليك السلطانية على الطاعة والاتّفاق».

وفيه سار القاصد بتشريف دقماق، لنيابة حلب. - وفيه، فى سابع عشرينه، خلع


(١) واختفى: واختفا.
(٢) الذين: الذى.
(٣) أحدا: أحد.
(٤) بهؤلاء: بهاولاى.
(٥) هؤلاء: هاولاى.
(٦) يخرجوا: كذا فى الأصل.
(٧) السلوك: انظر ج ٣ ص ١٠٧٨.
(٨) الذين: الذى.