للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجقمق، نائب ملطية، وفرج بن منجك، فى عدّة من الأمراء والأجناد، وملك السلطان غزّة من يومه، فدقّت البشائر بذلك، ونودى بزينة القاهرة ومصر، فزيّنتا، وخلع على يشبك العثمانى.

وفيه، لما أراد الله تعالى، أنكر شخص يقال له سراج الدين عمر الدمياطى، من صوفية خانقاة شيخوا، أن يكون هذا الخبر صحيحا، فقبض عليه، وضرب على كتفيه ضربا مبرحا، وشهر على حمار، قد أركبه مقلوبا، وجهه إلى جهة ذنبه، وطيف به القاهرة، ثم سجن بخزانة شمايل، فى يوم الجمعة ثانى عشرينه.

وفيه، فى خامس عشرينه، كان العسكر المتوجّه إلى يلبغا قد وصل إلى نحو العبّاسة، فلم يقفوا ليلبغا على خبر، وقيل لهم إنّه سار إلى قطيا، فنزل الأمراء بالصالحية، فلم يروا أحدا، فعادوا إلى القاهرة، وسار ابن سنقر، وبيسق، نحو بلاد السباخ فى طلبه، فلم يجداه، فعادا فى يوم الجمعة ثامن عشرينه إلى غيفا، وأقاما [بها] (١)، فلم يشعرا إلا ويلبغا المجنون قد طرقهما، وقبض عليهما، وأخذ خطّهما بجملة من المال، فارتجت القاهرة لذلك.

وفيه أرسل تنم، نائب الشام، [بالبريد [الذى] وصل] (٢) إلى دمشق من جهته، فى ثالث عشرينه، أنّه وصل إلى الرملة، وأنّ المصريّين وصلوا غزّة، وبعثوا إليه قاضى القضاة صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوى، فى طلب الصلح، فدقّت الكوسات لذلك؛ وأصبحوا يوم الأحد رابع عشرينه بدمشق، فأغلقوا الأبواب التى للمدينة، وسدّوها بالحجارة إلا باب النصر، وباب الفرج، وأحد بابى الجابية، وباب توما، فعجب الناس من ذلك، وكثر الكلام.

وفيه، فى يوم السبت سلخه، حضر إلى القاهرة قمج الخاصكى، من البحر، فإنّه سار من عند السلطان على البريد إلى قطيا، فبلغه خبر يلبغا المجنون، فركب البحر من الطينة، وعلى يده كتاب السلطان من الرملة، بالنصر على تنم نائب الشام.


(١) [بها]: تنقص فى الأصل.
(٢) بالبريد الذى وصل: البريد وصل.