للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمقارع ضربا مبرحا، عند فلان، وألزم بحمل أربعمائة ألف درهم.

وفيه ورد الخبر بأنّ بايزيد بن عثمان، ملك الروم، تحرّك للمشى على بلاد الشام؛ وأنّ تمرلنك، القائم ببلاد العجم، أخذ ممالك الهند. - وفيه توفّى الشيخ شمس الدين الغمارى، وكان علامة (١) فى النحو والتصريف وغير ذلك.

وفيه، فى ثامن عشرينه، ورد الخبر بأخذ الأمير تنم، نائب دمشق، قلعة دمشق، وذلك أنّه كان بالمرج، من غوطة دمشق، فلم يشعر الناس به، فى ليلة الأربعاء العشرين منه، حتى حضر إلى دار السعادة، ثلث الليل؛ فلما أصبح استدعى الأمير جمال الدين يوسف الهذبانى، نائب القلعة، بحجّة أنّ الملك الظاهر طلبه، فعند ما نزل إليه، قبض عليه، وبعث من تسلّم القلعة.

فكثر كلام الناس إلى أن أذّن الظهر، وصل فارس، دوادار تنم، من مصر، وأخبر بموت الملك الظاهر، وإقامة ابنه الناصر، وبحكم الأمير أيتمش، وأنّ سودون الطيار قادم بالخلعة والتقليد.

فخرج الأمير تنم إلى لقائه، ولبس الخلعة خارج المدينة، واجتمع القضاة والأعيان بدار السعادة، وقرئ عليهم كتاب السلطان الملك الناصر، فأجابوا بالسمع والطاعة، ونودى فى البلد بالأمان والزينة، فزيّنت الأسواق، ودقّت الكوسات، وسرّ الناس بذلك.

وأخذ الأمير تنم يصرّح بأنّ السلطان صغير، وكل ما يصدر، ليس هو عنه، وإنما هو عن الأمراء، وأنا وصىّ السلطان لا يعمل شئ إلا بمراجعتى، ونحو هذا، فترقّب الناس بدمشق وقوع فتنة؛ وبلغ هذا نائب حمص، فأخذ القلعة، وأخذ أيضا نائب حماة قلعتها.

وفى ذى القعدة، فى ثانيه، ركب طغيتمر، مقدّم البريدية، البريد، ومعه ملطّفات الأمراء الورسق، والأمراء الأوجقية؛ ومطلق لنوّاب الممالك والقلاع؛ ومثال لأحمد بن رمضان، نائب أدنة؛ ولأمراء (٢) التركمان، ولنائب حلب، ونائب سيس؛


(١) علامة: علام.
(٢) ولأمراء: ولا امراء.