ونظّار الخاص: سعد الدين نصر الله بن البقرى، وموفّق الدين أبو الفرج، الوزير، وسعد الدين أبى الفرج بن تاج الدين موسى كاتب السعدى، وسعد الدين إبراهيم بن غراب، ناظر الجيش، ومات وهو ناظر الخاص، والجيش.
وكان الملك الظاهر برقوق جركسى الجنس، قدم إلى مصر مع خواجا عثمان (١)، فاشتراه الأمير يلبغا، وسمّاه برقوق، بعد أن كان اسمه من بلاد القرم سودون، وأعتقه، فلما قتل يلبغا نفى وسجن بالكرك مدّة، ثم أفرج عنه، فسار إلى دمشق، وخدم عند نائبها الأمير منجك، ثم استدعى إلى مصر، واستخدم عند الأمير على ابن الأشرف، إلى أن قتل الأشرف.
وكانت أيام الأمير أينبك، استقرّ من جملة الأمراء الطبلخانات، ثم ركب فى إخوته، وملك باب السلسلة، وصار أمير آخور، وأقام بالاصطبل السلطانى، ثم صار أميرا كبيرا.
وترقّى حتى ملك تخت مصر، وتلقّب بالملك الظاهر، ثم خلع ونفى إلى الكرك، فسجن بها، ثم أخرجه عوام الكرك، وسار إلى دمشق، وجمع الناس وعاد إلى مصر، فملك التخت ثانيا، وقد تقدّم جميع ذلك فى تواريخه.
وكان ملكا حازما، شهما صارما، شجاعا مقداما، فطنا، له خبرة بالأمور، ومهابة عظيمة، ورأى جيّد، ومكر شديد، وطمع زائد؛ وكان يحبّ الاستكثار من المماليك، ويقدّم الجراكسة على الأتراك والروم، ويشره فى جمع المال، بحيث لم يشبع منه، ويرغب فى اقتناء الخيول والجمال.
وكان كثير التؤدة، لا يكاد يعجّل فى شئ من أموره، بل يتروّى فى الشئ المدد الطويلة؛ ويتصدّى للأحكام بنفسه، ويباشرها بنفسه، ويباشر أحوال المملكة كلها؛ ويجلّ أهل الخير، ومن ينسب إلى الصلاح؛ وكان يقوم للفقهاء، والصلحاء، إذا دخل أحد منهم عليه، ولم يكن يعهد ذلك من ملوك مصر قبله؛ وتنكّر للفقهاء فى سلطنته الثانية، من أجل أنّهم أفتوا بقتله، فلم يترك إكرامهم قط مع شدّة حنقه عليهم.