للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من تسحّب منهم، فكانوا نحو ستمائة ألف إنسان، غير الصبيان، وغير النساء، فأفرضت عليهم الجزية، على كل رأس دينارين؛ وكان بها أربعون ألف يهودى، فرضت عليهم الجزية.

قال ابن لهيعة: لما توجّه عمرو بن العاص إلى فتح الإسكندرية، بعد فتح مصر، فحاصر المدينة مدّة طويلة؛ فلما أعيى [١] من ذلك، جاء إليه رجل يقال له ابن بسامة، وكان بوّابا بالإسكندرية، فقال له: «أيها الأمير، أعطنى الأمان لى، وأولادى، وأهل بيتى، وأنا أفتح للعسكر بابا مخفيا [٢] عن الناس، من أبواب المدينة، فيملكونها من غير قتال»؛ فأجابه عمرو بن العاص إلى ذلك، ففتح له الباب، فما شعر أهل المدينة إلا وقد هجم عليهم العسكر، وملك المدينة، فتسحّب من كان بها كما تقدّم، وقد أخذل الله تعالى عساكر الروم، حتى فتحت هذه المدينة العظيمة، وكانت فى غاية التحصين، قيل كان عليها ثلاثة أسوار.

قال ابن عبد الحكم: لما فتحت مصر، والإسكندرية، فأرسل عمرو بن العاص يبشّر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ، فتوجّه بهذه البشارة معاوية [٣] ابن خديج، فسار حتى دخل المدينة الشريفة، وقت الظهر، فلما أخبر أمير المؤمنين بذلك، فنادى بالصلاة جامعة، فتسامعت الصحابة [٤] بذلك، وأتوا أفواجا، فلما تكاملوا خرج أمير المؤمنين عمر، وصلّى بهم ركعتين، شكر الله تعالى على تلك، ثم صلّى بهم صلاة الغيبة، على من استشهد فى هذا الفتح من الصحابة، ، وكان فتح [٥] مدينة الإسكندرية عنوة، بغير عهد ولا صلح.

وكان معنى كتاب عمرو بن العاص، إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، : أما بعد، فإنّى فتحت مدينة الإسكندرية، وهى مدينة لا أقدر أن أصف لك


(٥) أعيى: أعيا.
(٧) مخفيا: مخفى.
(١٣) معاوية: معوية: وقد صححت فيما يلى من المتن لتوحيد الصيغة.
(١٥) الصحابة: الصاحبة.
(١٨) وكان فتح … ولا صلح: كتبت فى الأصل على الهامش فى ص ٥١ ب.