للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكنبوش [مزركش] (١)، فركب من على المصطبة، وركب السلطان، ومشى القان أحمد عن يمينه، وشقّ من القاهرة فى موكب حافل، حتى وصل إلى سلّم المدرّج؛ وكان له يوم مشهود.

فلما وصلا (٢) إلى سلّم المدرّج، سلّم السلطان على القان أحمد، وأشار إليه بالتوجّه إلى المكان الذى أعدّ (٣) له، ونزل معه سائر الأمراء المقدّمين، ورءوس (٤) النوب، وسائر العسكر؛ وكان ذلك اليوم يوم الثلاثاء سابع صفر، وقيل سابع ربيع الأول من هذه السنة.

فاستمرّوا معه إلى أن وصل بيت الأمير طقزدمر، الذى فى درب الشمسى، فنزل هناك، ومعه الأمراء، فمدّ له السلطان هناك مدّة حافلة، فأكل هو والأمراء، ثم سلّموا عليه وتوجّهوا إلى بيوتهم، وقام القان أحمد، ودخل إلى المبيت.

ثم بعد ساعة أرسل له السلطان تقدمة عظيمة، وهى طوالة خبل خاص، بسروج ذهب وكنابيش، وعشرين مملوكا جراكسية صغار، وعشرين جارية جركسية أبكار، ومائتى تفصيلة سكندرى، وغير ذلك من الأنواع الغريبة التى [لا] (٥) توجد ببلاد الروم، وأرسل إليه خمسة آلاف دينار برسم النفقة.

وفى ربيع الأول، عمل السلطان المولد فى القصر الكبير، وحضر القان أحمد، فأكرمه السلطان وأجلسه إلى جانبه، ثم مدّ له مدّة حافلة.

ثم بعد أيام جاءت الأخبار بأنّ جاليش تمرلنك قد وصل الرها، فلما سمع السلطان بذلك، علّق الجاليش، وعرض العسكر وهم باللبس الكامل، [فاجتمع العسكر] (٦) فى الميدان الذى تحت القلعة، وكان القان أحمد حاضرا، فصار السلطان كل من أعرضه من المماليك يعطيه النفقة، وهى دون المائة دينار، فامتنعوا المماليك من الأخذ، فصار


(١) [مزركش]: عن باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٨ ب.
(٢) وصلا: وصل.
(٣) أعد: عد.
(٤) ورءوس: وروس.
(٥) [لا]: نقلا عن طهران ص ٤٠ ب.
(٦) ما بين القوسين عن فيينا ص ٥١ آ.