للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم جاءت الأخبار بأنّ منطاش، الذى أظهر العصيان، قد التفّ على يلبغا الناصرى، [وكذلك أمير التركمان مولى ابن ذو الغادر، وأمير العرب نعير، فقويت شوكة يلبغا الناصرى] (١)، وأخذ السلطان حذره منه؛ ثم جاءت الأخبار [بأنّ يلبغا] (٢) قد ملك عدّة بلاد، والتفّ عليه جماعة من التركمان، ومن العربان والعشير، وهو قاصد إلى الديار المصرية.

وكان سبب هذه الفتنة، أنّ يلبغا الناصرى وقع بينه وبين سودون المظفرى، الذى كان نائب حلب قبله، تشاجر فاحش، فأرسل سودون المظفرى يشتكى من يلبغا الناصرى بما وقع منه فى حقّه.

فلما بلغ السلطان ذلك، أرسل الأمير تلكتمر المحمّدى، الدوادار الثانى، [إلى حلب، ليصلح بين يلبغا الناصرى وسودون المظفرى، وقيل إنّ السلطان أرسل مع تلكتمر الدوادار] (٣) بمراسيم فى الدسّ، بقبض يلبغا الناصرى، فلما وصل تلكتمر إلى حلب، خرج يلبغا الناصرى إلى تلقّيه، وكان بين يلبغا الناصرى وتلكتمر صحبة قديمة، فأسرّ له بأنّ معى مراسيم فى الدسّ بالقبض عليك، فلما تحقّق يلبغا ذلك أخذ حذره.

ثم إنّ تلكتمر دخل دار السعادة، وطلب الأربع قضاة (٤)، فلما حضروا أرسل خلف سودون المظفرى، بأن يحضر إلى دار السعادة وتقرأ عليه المراسيم (٥)، فأبى أن يحضر، فأرسلوا خلفه أربع مرّات ولم يحضر.

ثم إنّ الأمير تلكتمر أرسل دواداره خلف سودون، وأسرّ إليه كلمات فى الدسّ، فعند ذلك [جاء إليه] (٦) عند دار السعادة بعد جهد كبير.

وكان يلبغا الناصرى ركّز لسودون المظفرى جماعة من مماليكه فى دار السعادة،


(١) وكذلك … الناصرى: كتبت فى الأصل فى الهامش.
(٢) [بأن يلبغا]: تنقص فى الأصل.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن فيينا ص ١٨ آ.
(٤) الأربع قضاة: كذا فى الأصل.
(٥) المراسيم: فى فيينا ص ١٨ ب: مراسيم السلطان.
(٦) [جاء إليه]: تنقص فى الأصل.