للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قدم البريد وأخبر أنّ حسين بن أويس، متملّك بغداد، قتله أخوه أحمد بن أويس، واستقرّ عوضه فى مملكة بغداد، وكان ذلك بإشارة خواجا شيخ الكججانى؛ وكان حسين بن أويس حسن السيرة، عادلا فى الرعيّة. - وفيه توفّى الخطيب جمال الدين الإسنوى، وكان من أعيان الشافعية.

وفى شهر ربيع الآخر، قدمت الأخبار بوفاة العلامة الشيخ شرف الدين محمد الأرزنجانى الحنفى، شارح كتاب المشارق، وشارح الكشاف، وكان إماما فاضلا من أعيان علماء الحنفية، ومن وقف على تآليفه عرف مقداره فى علومه. - وفيه خلع على الأمير قطلوبغا أبو درقة، واستقرّ فى ولاية دمياط، عوضا عن محمد بن قرابغا.

وفى شهر جمادى الأولى، فيه كان وفاء النيل المبارك، أو فى تاسع عشر مسرى، وكان توقّف عدّة أيام، وأرجف الناس أن يقع الغلاء، فبعث الله تعالى بالزيادة، حتى أوفى (١) وخاب أمل الخزّان؛ وفيه يقول بعضهم:

مذ نقص النيل ليالى الوفا … وامتنع البرّ من البرّ

رأى لقلبى البرّ فى كسره … فخصّه بالجبر فى الكسر

وفيه خلع على قراجا، واستقرّ فى ولاية قليوب؛ وأخلع على جمال الدين محمود، المحتسب، خلعة الاستمرار فى الحسبة، وكان قد أرجف بعزله.

وفيه قدمت رسل الفنش، متملّك إشبيلية، بسبب الإفراج عن تكفور حاكم سيس، فأجيب إلى ذلك. - وفيه ركب السلطان ونزل من القلعة، وتوجّه إلى الميدان الكبير الناصرى، وحكم به ثلاثة (٢) سبوت متوالية، ثم أبطل (٣) ذلك لغرق الميدان بماء النيل.

وفى شهر جمادى الآخرة، فيه خلع على مقبل الطيبى، وقرّر فى ولاية قوص، عوضا عن ابن المزوق؛ وخلع على علاء الدين الطشلاقى، وأعيد إلى ولاية قطيا.

وفيه قدم الأمير آقبغا الماردينى، كاشف الوجه القبلى، فلما مثل (٤) بين يدى السلطان،


(١) أوفى: أوفا.
(٢) ثلاثة: ثلاث.
(٣) أبطل: أبطلب.
(٤) مثل: مثتل.