وفى شهر صفر، كانت وفاة الأمير على الماردينى، نائب السلطنة بمصر، وولى نيابة الشام أيضا، ونيابة حلب؛ وكان أميرا ديّنا خيّرا، كثير البرّ والصدقات، قليل الأذى، فكثر عليه من الناس الأسف والحزن.
فلما توفّى أخلع السلطان على الأمير طشتمر العلاى، وقرّر فى نيابة السلطنة، عوضا عن الأمير على الماردينى، بحكم وفاته.
وفيه أخلع على الأمير علم دار، وقرّر فى نيابة صفد، عوضا عن الأمير ملكتمر من بركة؛ وقرّر الأمير ملكتمر فى الأستادارية العالية، عوضا عن الأمير علم دار.
وفيه قدمت الأخبار من المدينة الشريفة بوفاة الشيخ نور الدين على بن يوسف الأنصارى الحنفى، قاضى قضاة المدينة؛ وهو أول حنفى قرّر بالمدينة، وكان شافعيّا تحوّل حنفيّا؛ وكان مولده سنة ثمان وسبعمائة، وكان عالما فاضلا، وألّف مفاخرة لطيفة بين مكّة والمدينة، وهى بديعة فى معناها، كلّها غرر وفوائد، وكان سيفا قاطعا لأهل البدعة.
وفيه عزل الأمير خليل بن عرام عن نيابة ثغر الإسكندرية، وقرّر عوضه الأمير طيدمر البالسى. - وفيه قدمت الأخبار من أفريقية بوفاة متملّكها، وأنّ ولده أبو العبّاس أحمد ولى عوضه على أفريقية.
وفى شهر ربيع الأول، فيه قدم البريد بطلب الأمان للأمير حيار بن مهنا، وكان القاصد فى ذلك الأمير سيف الدين بهادر، أستادار الأمير منجك نائب الشام، وصحبته معيقل حاجب الأمير حيار؛ فلما حضرا بين يدى السلطان، أجابهما إلى ذلك.
وفيه استقرّ القاضى عماد الدين إسمعيل بن محمد بن أبى العزّ بن صالح، المعروف بابن الكشك، الدمشقى، فى قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن جمال الدين أبى الثناء محمود، المعروف بابن السراج.
وفيه أنعم على الأمير جلبان العلاى بإمرة طبلخاناة. - وفيه استقرّ الشيخ كمال الدين محمد التنسى المالكى، فى قضاء الإسكندرية، عوضا عن كمال الدين الربعى.
وفيه قدم الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن إلياس القونوى الحنفى، فلما قدم