للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ تاج الدين السبكى: ابن دقيق العيد، هو العالم المبعوث على رأس المائة السابعة، كما جاء فى الحديث؛ وله عدّة مصنّفات، منها: الإلمام فى الحديث وشرحه، وشرح العمدة، والاقتراح فى مصطلح الحديث، وشرح العنوان فى أصول الفقه، وكتاب أصول الحديث، وله ديوان خطب وديوان أشعار أدبيات، ومن نظمه الرقيق وهو قوله فى نوع الجناس التام:

تهيم نفسى طربا عند ما … أستلمح البرق الحجازيّا

ويستخفّ الوجد عقلى وقد … لبست أثواب الحجا زيّا

ياهل أقضى من منى ليلتى … وأنحر البزل المهاريّا

وأرتوى من زمزم فهى لى … ألذّ من ريق المهاريّا

نقل بعض المؤرّخين، أن القاضى تقىّ الدين بن دقيق العيد، كان يحجر على نوّابه فيما يحكمون (١) به بحسب الوقائع.

قال الإسنوى: ومع هذا رآه بعض أصحابه فى المنام، وهو فى سجن، فسأله عن حاله، فقال له: أنا معوّق ههنا بسبب ما كان يعملونه نوّابى من الأحكام، وتنطى علىّ.

فلما توفّى ابن دقيق العيد، أخلع السلطان على القاضى بدر الدين بن جماعة، واستقرّ به قاضى القضاة الشافعية، عوضا عن ابن دقيق العيد، انتهى ذلك.

ومن الحوادث، جاءت الأخبار من حلب، بأنّ طائفة من عسكر غازان دخلوا إلى حلب على حين غفلة، ومعهم أمير يقال له قطلوشاه، فذكروا أنّ بلادهم أمحلت، وقصدهم الإقامة بحلب، حتى يشتروا لهم مغلا، وكل هذا حيل وخداع، ثم بعد ذلك جاءت طائفة أخرى نزلوا بالمرعش، فأرسل نائب حلب يكاتب السلطان بذلك.

فلما جاء هذا الخبر، عيّن السلطان جماعة من الأمراء المقدّمين عدّتهم ستة أمراء، وعيّن معهم ألف مملوك (٢)، ورسم أن يخرجوا على الفور مسرعين؛ فلما خرجوا ووصلوا


(١) يحكمون: يحكمو.
(٢) مملوك: مملوكا.