الشريفة ابن على دولات الكبير وقد اجتمع أولاد على دولات وأخيه عبد الرزاق الكل بمصر، ولما حضر ابن على دولات حضر صحبته حاجب ثانى بحلب وهو شخص يقال له قانصوه من نفيس، وكان نائب حلب أرسله إلى ابن عثمان قاصدا بسبب القلاع التى أخذها من بلاد على دولات، فلما حضر قانصوه هذا من عند سليم شاه بن عثمان فأخبر عنه بأخبار غير صالحة بأنه قال: أنا ما أخذت هذه القلاع إلا بالسيف وما أردّهم إلا بالسيف، وأنه ما هو راجع عن التوجّه إلى حلب والشام وحدثته نفسه بأخذ مصر، وهو فى عمل يرق عظيم وجهّز مراكب فى البحر ليجئ على إسكندرية ودمياط، فلما سمع السلطان ذلك تنكّد واجتمع هو والأمراء فى ضرب مشورة بسبب ذلك، وأخبر هذا القاصد أنه أراد أن يعوّقه عنده أو يقتله فما مكّنوه أمراؤه من ذلك، وقالوا: القاصد ما يقتل. - وفى ذلك اليوم كان آخر تفرقة الجامكية فأشيع فى ذلك اليوم بإقامة فتنة كبيرة من المماليك الجلبان، فلما كان ليلة الجمعة أثاروا المماليك فتنة بالقلعة ورجموا من الطباق، فلما طلع النهار يوم الجمعة نزل السلطان إلى الميدان وجلس به وتردّدت الرسل بينه وبين المماليك وقد أرسل لهم جماعة من الأمراء والخاصكية فقالوا لهم:
نحن ما [نطلب] منه نفقة وإنما نطلب أن يبطل المجامعة والمشاهرة التى قرّرها على السوقة فى الدكاكين وعلى (١) سائر البضائع حتى ما نلتقى شئ نأكله ويصرف هذه اللحوم المنكسرة للعسكر ففيهم من له عشرة أشهر مكسورة وفيهم من له ستة أشهر وأربعة أشهر مكسورة وأن يبطل هذا الظلم الزائد والمصادرات للناس وأن يمشى على طريقة الملوك السالفة وأن يعزل ابن موسى من الحسبة ويعزل الوزير يوسف البدرى من الوزارة ويعزل كرتباى الوالى فإنه قتل من خشداشينا مملوكا وما بقى لنا حرمة بين العوام، وذكروا أشياء كثيرة من هذا النمط، وفى رواية أخرى أن المماليك قالوا: ويسلّمنا علم الدين الحلبى