للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشقّ من بين الغيطان وطلع من على قنطرة الفخر، وطلع من هناك من على كوم الريش حتى وصل إلى قناطر الأوز، فطلع من عليها إلى أن خرج إلى الوطاق بالريدانية فأقام به، فلما تسامع به الأمراء أتوا إليه وسلّموا عليه، ثم جاء إليه الخليفة المتوكل على الله والقضاة الأربعة فسلّموا عليه ثم عادوا إلى دورهم، وكان السلطان أرسل بأن ينادى فى القاهرة بأن لا أحدا من الأمراء والعسكر يلاقى السلطان إلا من الوطاق الذى بالريدانية فامتثلوا ذلك. - وفى يوم الأحد ثامن عشرينه نادى الأمير الدوادار فى القاهرة بأن يقوّوا الزينة، فزيّنت القاهرة زينة حافلة، حتى زيّنوا داخل الأسواق مثل سوق الشرب والجملون والجواهرة وسوق الورّاقين والباسطية وسوق الحاجب وخان الخليلى وسوق جامع ابن طولون ومرجوش وغير ذلك من أسواق القاهرة، حتى مصر العتيقة وبولاق وغير ذلك من الأماكن. - وفى يوم الاثنين سلخ ذو القعدة رسم السلطان بعمل إحراقة نفط تحرق فى الوطاق فحرقت ليلة الثلاثاء بالوطاق، فحصل للناس فى تلك الليلة غاية الضرر وسرق من الوطاق فى تلك الليلة من عدة خيام، وأخذ منها بعض قماش وسيوف وبقج، حتى أشيع بين الناس أن الرصافيات الأربعة التى فى محفة السلطان قد سرقت (١) تلك الليلة لكثرة الرهج والاضطراب.

وفى يوم الثلاثاء كان مستهل ذى الحجّة الحرام، فتوجّه الخليفة المتوكل على الله والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، وكان السلطان قد أخذ فى أسباب الدخول إلى القاهرة وصار يرتّب الطلب بنفسه وهو راكب على فرسه، فكان من ملخّص أخبار الطلب أنه جرّبه نحوا من مائة وثمانين فرسا، منها ببركستوانات مخمل ملوّن وجواغين فولاذ مكفت بذهب وفضة نحو ستين فرسا، ومنها خيول بسروج ذهب وكنابيش نحو عشرين فرسا، وكان من جملة السروج ما هو بلور مزيك (٢) بذهب وسروج عقيق مزيكة بذهب وسروج مرصّعة بفصوص مثمنة وطبول بازات فضة مينة وشئ (٣) بلور، ومنها خيول بعراقى وسروج بغواشى حرير أصفر وطبول بازات نحو خمسين فرسا، وجوشنان أحدهما


(١) سرقت: سرقوا.
(٢) مزيك: مزيد.
(٣) وشئ: وفى.