للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ذى القعدة حضر تانى بك الخازندار، وهو المحتسب أيضا، الذى كان قد توجّه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، فكان مدّة غيبته فى هذه السفرة نحوا من عشرة أشهر، فلما حضر أخلع عليه السلطان خلعة سنيّة ونزل إلى داره ثم أنعم عليه فيما بعد بتقدمة ألف. - وفيه أرسل أقباى الكاشف برأس شخص من عربان الشرقيّة وكان من العصاة يقال له ابن بيسار وله حكايات غريبة يطول شرحها وكان من شرار العربان، فلما أحضرت رأسه بين يدى السلطان رسم بتعليقها على باب زويلة. - وفى عقيب ذلك قبض أقباى الكاشف أيضا على شخص من العربان المفسدين يقال له ابن بهيج، فلما قبض عليه بعث به السلطان فرسم بشنقه فشنق على باب النصر. - وفى يوم الجمعة ثامن عشره توفّى الأمير أبو يزيد الصغير أحد المقدّمين فنزل السلطان وصلّى عليه.

وفى أثناء هذا الشهر ظهر الطاعون بالديار المصرية وفشى، لكنه كان خفيفا بالنسبة للطاعون الذى كان فى السنة التى تليها وهى سنة عشر وتسعمائة كما سنذكره. - وفيه قلع السلطان الصوف وليس البياض وابتدأ بضرب الكرة. - وفيه رسم السلطان بأن يقطعوا الخلجان على قدر ثلاثة أذرع ونصف، فشقّ ذلك على أصحاب الأملاك وحصل لهم الضرر الشامل بسبب ذلك، وعزّ وجود الترابة لأجل شيل التراب، فلما عظم الأمر باع غالب الناس أملاكهم التى على الخلجان بأبخس الأثمان فى نظير شيل التراب.

وفى ذى الحجّة أشيع بين الناس بأن عنبر مقدّم المماليك قد هرب وتوجّه إلى نحو بلاد التكرور، وسبب ذلك أن السلطان طلب منه مالا لم يقدر عليه فهرب وظنّ أنه يختفى أمره، ثم بعد مضىّ أربعة أيّام قبضوا عليه وأحضروه إلى بين يدى السلطان فرسم بسجنه فى العرقانة، قيل لما قبض عليه ووقف بين يدى السلطان وبخه بالكلام وقال له: من إيش هربت وإنت بقيت مقدّم المماليك أمير عشرة، فقال له عنبر: من عادة العبيد السودان الهروب، فاستحسن السلطان منه ذلك