وفى خلال الحرب العالمية الثانية احترق كل ما كان يوجد من نسخ الأجزاء الثالث والرابع والخامس من هذا الكتاب فى مخازن جمعية المستشرقين الألمانية بمدينة ليبزج. ونظرا إلى أن تاريخ ابن إياس يعتبر من المراجع الأساسية الهامة، التى لا يمكن أن يستغنى عنها المشتغلون بدراسة تاريخ مصر، فقد سعى الدكتور باول كاله لإعادة طبع هذه الأجزاء، واقترح ذلك فى مؤتمر المستشرقين الألمان الذى عقد فى هامبورج سنة ١٩٥٥، ووافق المجتمعون على هذا الاقتراح.
وقد كلفتنى جمعية المستشرقين الألمانية أن أعيد تحقيق هذه الأجزاء الثلاثة وأن أراجعها على مخطوطات الأصل لابن إياس، وأن أكتب لها المقدمة والحواشى والفهارس. ثم وافقت الجمعية على ما طلبته من أن يشمل النشر طبع الأجزاء الخمسة كلها لكتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور، اعتبارا لما ثبت من أن المتن فى بعض أقسام الجزءين الأول والثانى من طبعة بولاق، قد اعتمد فى طبعه على نسخة اختصر فيها المتن إلى حد أنه صار بعيدا كل البعد عن متن الأصل الذى كتبه ابن إياس بخطه (١).
وقد بدأت بنشر الجزء الرابع، ويشمل تاريخ الفترة من سنة ٩٠٦ إلى سنة ٩٢١ هـ (١٥٠١ - ١٥١٦)، وهى الفترة التى تسبق الفتح العثمانى لمصر، نظرا إلى أنها تنقص تماما فى طبعة بولاق، فلم يرد فيها ذكر شئ عن هذه الفترة الهامة من التاريخ.
وسوف أنشر بعد ذلك الجزء الخامس من تاريخ ابن إياس، ثم أعود بعده إلى نشر الأجزاء الثلاثة الأولى منه. وسوف أضيف إلى الجزء الأول مقدمة شاملة عن هذا الكتاب وعن مؤلفه. كما أننى سوف أنشر الفهارس فى جزء سادس خاص بها، وسأخصص أحدها للمصطلحات اللغوية التى وردت فى كتاب