للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محيا على باى بن برقوق مشرق … كبدر سنىّ ليس بينهما فرق

فإن يك سباقا إلى الفضل والندا … فلا تعجبوا منه فوالده برق

وق ومن النكت اللطيفة قيل وقع بين الشهاب أحمد بن الشيخ على المقرى، وبين سيدى على باى هذا بعض وحشة، فسطّع على سيدى على باى وسمّاه زلابية مضافا إلى اسم شخص كان من الأتراك، وهو مضحك يعبث (١) عليه الناس ويقولون له زلابية فيرجمهم، فلما أشيع ذلك بين الناس أخذ بعض شعراء العصر هذا المعنى وعمل فى ذلك مداعبة لطيفة، وقال:

قد شبّهوه لمن يدعى زلابية … وصحّ تشبيههم والأب برقوق

لكنهم فاتهم للوزّ نسبته … فإن اسم أبيه نصفه قوق

وفيه توفى جكم كاشف منوف، وشاد بك كاشف قليوب، ومن الخشقدمية جماعة كثيرة، منهم قان بردى الظريف، وكسباى المحمدى، وآقباى الطويل، وقانصوه قمر، وأينال الأشقر، وغير ذلك جماعة كثيرة من مماليك السلطان والأمراء، ومات من العبيد والجوار والأطفال والغرباء ما لا يحصى عددهم.

وفى أواخر هذا الشهر تناقص أمر الطاعون وخفّ بالنسبة لما كان عليه، بعد ما جرف الناس جرفا وأخلا الدور من أهلها، قيل أحصى من مات فى هذا الطاعون بمصر، وورد اسمه لديوان المواريث، خارجا عن الطرحاء ومن لم يرد اسمه إلى الديوان، فكانوا نحوا من مائتين (٢) ألف إنسان وزيادة، فمن ذلك بنات بكر اثنى عشر ألف بنت من مصر والقاهرة والضواحى، وقد قال القائل فى المعنى.

زالت محاسن مصر فى … عيناى من همّ ودهش

وكادوا بنو نعش بها … أن يلحقوا ببنات نعش

وقال الشيخ بدر الدين بن الزيتونى هذا الزجل يرثى به أهل مصر لما وقع بها الطاعون، وهو قوله:


(١) يعبث: يعبثوا.
(٢) مائتين: كذا فى الأصل.