للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأتابكى أزبك، ويشبك الدوادار، وسائر الأمراء المقدّمين والطبلخانات والعشرات، وجميع العسكر قاطبة لم يتبعه منهم أحد، فصار الناس فى شكّ من سفره على هذا الوجه، ولم يتّفق لأحد من السلاطين مثل هذه الواقعة.

وفى جمادى الآخرة حضر هجّان من عند السلطان، وعلى يده مراسيم إلى الأمراء الذين بالقاهرة، فكان من مضمونها أن السلطان توجّه إلى نحو البلاد الشامية ليكشف على أمر النوّاب والقلاع بنفسه، وأرسل يقول للأمراء بأن يتوصّوا بأحوال الرعية والجند، وأن يحضروا تفرقة الجوامك ما دام السلطان غائبا، وكان المشار إليه فى غيبة السلطان الأتابكى أزبك، وقد عظم أمره جدا والتفّ العسكر عليه دون الأمراء. - وفيه فى غيبة السلطان توفى القاضى نور الدين على بن الإنبابى نائب كاتب السرّ، وكان ريسا حشما عارفا بأحوال المملكة، وكان إنسانا حسنا لا بأس به.

وفى رجب توجّه القضاة الأربعة إلى بيت الأتابكى أزبك والأمير يشبك الدوادار، وهنّوهما بالشهر. - وفيه خرج الأتابكى أزبك إلى السرحة، فغاب أياما وعاد إلى القاهرة. - ومن جملة ألطاف الله تعالى أن فى غيبة السلطان لم يقع الخلف بين الأمراء، بل كان الأمان والاطمان فى القاهرة وجميع ضواحيها، حتى عدّ ذلك من النوادر.

وفى شعبان وصل هجّان من عند السلطان، وأخبر بأن السلطان دخل إلى حلب وأقام بها أياما، وهو قاصد إلى جهة الفراة، وقد عرّج قبل دخوله إلى حلب إلى نحو طرابلس؛ ثم حضر هجّان ثان وعلى يده مراسيم للأمراء بالسلام، ومكاتبة للأتابكى أزبك بأن يتوجّه إلى المطعم الذى بالريدانية ويلبّس الأمراء هناك الصوف، وأن يصرف الكسوة للجند، فخرج الأتابكى أزبك إلى المطعم وصحبته الأمراء قاطبة والعسكر، وكان له يوم مشهود، فألبس الأمراء هناك الصوف كعادة السلاطين؛ وأخلع فى ذلك اليوم على الأمير جانى بك الفقيه أمير السلاح، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل، وقرّر آقبردى الأشرفى بالركب الأول. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة الشهابى أحمد بن أبى الفرج نقيب الجيش، وهو أحمد بن محمد بن عبد الغنى، توفى