للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأقاموا على آمد نحوا من أربعين يوما، وقرايلك لم يحضر إلى آمد، وإنما كان يقاتل [عنه] ولده مراد بك، وصهره محمود، مع نائب آمد، فعملوا فى عسكر مصر البطيط، وقتل من الفريقين ما لا يحصى عددهم؛ ثم بلغ السلطان بأن قرايلك نازلا بالقرب (١) من آمد، فعيّن له السلطان جار قطلوا، نائب الشام، ومعه عسكر، وجرت بينهما أمور يطول شرحها.

ثم إن قرايلك بعث قاصدا للسلطان، وهو أحمد بن عمّه، وبعث معه بشخص آخر قاضى من علمائه، وعلى يدهما مطالعة مضمونها، أنه أرسل يسأل فى الصلح، فما صدّق السلطان بذلك، وكان فى وجل بسبب تقلّب العسكر عليه، وقد اشتدّ الغلاء، فأجاب إلى الصلح، وبعث القاضى محب الدين بن الأشقر، نائب كاتب السرّ، فحلف قرايلك بالدخول تحت طاعة السلطان، وبعث إليه خلعة، وفرسا بسرج ذهب وكنبوش، وسيف مسقّط ذهب (٢)، وغير ذلك، ثم انعقد بينهما الصلح.

وفى أثناء الطريق حضر قاصد إسكندر بن قرا يوسف، صاحب مدينة آذربيجان، فأرسل يسأل السلطان فى الحضور، ليكون هو والسلطان عونة على قرايلك، فشكره السلطان على ذلك وأثنى عليه؛ ثم قدم على السلطان الملك الأشرف يحيى بن صاحب حصن كيفا [من عند أخيه الملك الكامل خليل، وأرسل للسلطان تقدمة حافلة، وأرسل يسأله فى الحضور ليكون عونة للسلطان على قرايلك، فشكره لذلك، وأثنى عليه، وأرسل إليه خلعة وتقليدا بولاية حصن كيفا] (٣) عوضا عن أبيه؛ وهذا ملخص ما وقع للسلطان بآمد فى هذه التجريدة، وذلك على سبيل الاختصار.

وفى ذى القعدة، خسف جرم القمر، فكان بينه وبين كسوف الشمس خمسة عشر يوما، فعدّ ذلك من النوادر. - وفيه جاءت الأخبار بأن السلطان رحل من آمد،


(١) نازلا بالقرب: كذا فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٨٢ آ، وكذلك فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٨ آ. وفى الأصل، وأيضا فى طهران ص ١٨٠ ب: بزرنارة بالقرب.
(٢) وسيف مسقط ذهب: كذا فى الأصل.
(٣) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ١٨٠ ب، وكذلك عن لندن ٧٣٢٣ ص ١٨٢ ب، وأيضا عن باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٨ آ.