للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شعبان، ثارت فتنة عظيمة بين مماليك السلطان، وبين مماليك أمير كبير جار قطلوا، وكادت أن تكون فتنة عظيمة بين الفريقين، فأرسل السلطان قبض على ثلاثة من مماليك جار قطلوا وسجنهم، حتى سكنت هذه الفتنة قليلا. - وفيه خرجت الأمراء المعيّنين للتجريدة، وهم: أركماس (١) الظاهرى دوادار كبير، وقرقماس الشعبانى حاجب الحجّاب، وتغرى بردى، ويشبك المشدّ، ونحو من أربعمائة مملوك، وكان وقع بين المماليك خلف بسبب النفقة، لأن السلطان أعطى لكل مملوك خمسين دينارا، فأخذوها على كره منهم.

وفى رمضان، سقط مكان على مكتب فيه أطفال، فمات منهم اثنى عشر نفرا، وأصيب منهم تسعة.

وفى شوال، أمر السلطان بمنع الناس من الأعراس والزفف، خوفا على الناس من فساد مماليكه، فإن فى تلك الأيام تزايد شرّهم، وحصل منهم غاية الضرر، فخشى السلطان من هجم جماعة من المماليك على النساء، فأمر بإبطال الأفراح مطلقا. - وفيه توفّى القاضى تقى الدين محمد الفاسى المالكى، قاضى مكّة المشرّفة، وكان عالما فاضلا، علاّمة فى مذهبه.

وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر، الذى توجّه من مصر، لما وصل إلى الرّها ملكها وأخرب المدينة، وحصل بينهم وبين عسكر قرايلك وقعة (٢) عظيمة، فانكسر جاليش عسكر قرايلك، وقبض على ولده قابيل وتسعة من أمرائه، وقتل من العسكر ما لا يحصى، وكانت هذه أول الفتن بين قرايلك وبين السلطان، وجرى بينهما فيما بعد أمور يأتى ذكرها.

وفى ذى القعدة، كان وفاء النيل المبارك، ووافق ذلك ثانى عشر مسرى، فنزل المقر الناصرى محمد بن السلطان، وفتح [السدّ] (٣)، وكان يوما مشهودا؛ ثم إن


(١) أركماس: أرقماس.
(٢) وقعة: كذا فى الأصل.
(٣) [السدّ]: تنقص فى الأصل.