للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناصر فى الباطن، فقصد يغشّه؛ ثم إنّ السلطان تثبّت حتى دخل إلى الشام، ففرّ شيخ من وجهه [إلى] (١) نحو صرخد.

ثم إنّ السلطان أرسل إلى نوروز [خلعة] (٢)، بأن يكون نائب حلب؛ ثم قرّر بكتمر جلق، فى نيابة الشام، عوضا عن شيخ؛ وقرّر دمرداش، فى نيابة طرابلس.

وفى صفر، جاءت الأخبار بأنّ السلطان قبض على [الأمير] (٣) جمال الدين، الأستادار، وهو بدمشق؛ وسبب ذلك أنّ السلطان عوّل على قبض جماعة من الأمراء بحضرة [الأمير] (٣) جمال الدين، فأسرّ الأمير جمال الدين ذلك إلى بعض الأمراء، فأخذوا حذرهم من السلطان، فلما علم السلطان بذلك تحقّق أنّ ما نقل هذا الكلام إلا جمال الدين، فقبض عليه، ثم على ناصر الدين بن البارزى (٤)، وضربه علقة مرعدة (٥)، وكان ابن البارزى (٤) من جماعة شيخ.

وفيه جاءت الأخبار أنّ [السلطان] (٦) قد قتل جمال الدين، الأستادار، وهو فى السجن، بقلعة دمشق؛ وكان جمال الدين من أعيان الرؤسا، وتولّى عدّة وظائف جليلة، وكان له محاسن ومساوئ، ولكن كانت مساوئه أكثر فى الظلم، وأخذ أموال الناس بغير حقّ، وأخرب دور ناس كثيرة، وأحدث بمصر جملة مظالم لم تحدث من أحد قبله. - وفيه توفّى الأديب موفّق الدين الزبيدى اليمنى، وكان شاعرا ماهرا، [وله شعر جيّد] (٧)، فمن ذلك قوله:

أفدى الذى زارنى والخوف يقلقه … يمشى ويبكر (٨) فى العطفات والطرق

قبّلت أطراف كفّيه على ثقة … بالأمن منه وخدّيه على فرق


(١) [إلى]: تنقص فى الأصل.
(٢) [خلعة]: عن طهران ص ١٠٣ ب.
(٣) [الأمير]: عن طهران ص ١٠٣ ب، وأيضا لندن ٧٣٢٣ ص ١٠٧ ب.
(٤) البارزى: البازى.
(٥) مرعدة: فى طهران ص ١٠٣ ب: قوية.
(٦) [السلطان]: عن طهران ص ١٠٣ ب.
(٧) ما بين القوسين عن طهران ص ١٠٣ ب.
(٨) ويبكر: فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٨٩ ب: ويهتز.