للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأسرّ إلى ابن عجلان، رجل ممن حضر معهم، من بنى حسن، بأنّ تمرلنك كان قد عزم على بعث جيش، عدّتهم عشرة آلاف فارس، صحبة المحمل، فخوّف من عطش الدرب فأخّرهم، وبعث لكشف الطريق، حتى يبعث من قابل (١) عسكرا بكسوة الكعبة؛ فكتب بذلك ابن عجلان إلى السلطان.

وفيه أخذ ناصر الدين محمد بن ذلغادر قلعة درندة، صلحا، واستهمّ لمحاربة محمد ابن كبك وأخذ ملطية منه. - وفيه أخذ قرايلك قلعة الرها، بعد حصارها مدّة، وأنزل بها ولده، ومضى إلى ماردين، فأخذ المدينة، فأحرقها وخرّبها، وحصر قلعتها؛ وأخذ التركمان كركر، وكختا، وبهسنا، وعدّة قلاع.

ولم تنسلخ هذه السنة، حتى شمل الخراب إقليم مصر، وتلاشى الصعيد، ودثرت عدّة مدن، وكثير من القرى، وتعطّلت معظم أراضيه من الزراعة، وتمزّق أهله أيدى سبا؛ وبيع من الأطفال ما لا يدخل تحت حصر، فاسترقّوا بعد الحرية، وذلّوا بعد العزّ.

وفيه كتب تقليد الأمير علان اليحياوى، فى نيابة حلب، منتقلاّ عن نيابة حماة، وتوجّه على يد متسفّره أينال، الخازندار. - وفيه استقرّ الأمير بكتمر شلق، نائب صفد، فى نيابة طرابلس، وتوجّه لتقليده الأمير صرماش العمرى.

وفيه استقرّ فى نيابة صفد، الأمير بكتمر الركنى، عوضا عن بكتمر شلق، ومتسفّره أينال، الخازندار. - وفيه استقرّ الأمير دقماق المحمدى، فى نيابة حماة، عوضا عن علان. - وفيه استقرّ الأمير علم الدين سلمان، فى نيابة الكرك والشوبك.

وفيه استقرّ الأمير سلامش، نائب غزّة، عوضا عن خير بك. - وفيه سار الأمير شيخ السليمانى، نائب طرابلس، بعد عزله عنها، إلى جهة صفد.

وأما من مات فى هذه السنة من الأعيان، منهم: الوزير بدر الدين محمد بن محمد ابن محمد الطوخى. - وتوفّى ناصر الدين محمد بن صلاح الدين صالح بن أحمد، المعروف بابن السفّاح الحلبى، توفّى يوم الثلاثاء ثانى عشرين المحرّم، وكان قد


(١) قابل: كذا فى الأصل، ولعله يعنى: كابل.