للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهلك بحلب، وحماة، ودمشق، وأعمال الشام، فى محنة تمرلنك بالجوع، والقتل، والحريق، وفى الأسر، عشرات آلاف آلاف.

وتوفّى قاضى القضاة صدر الدين أبو المعالى محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم ابن عبد الرحمن السلمى المناوى الشافعى، وهو فى الأسر مع تمرلنك، غريقا بنهر الزاب، بعد ما مرّت به محن شديدة.

وتوفّى بدر الدين محمد بن محمد بن مقلد القدسى الحنفى، قاضى الحنفية بدمشق، مات بغزّة، فى ربيع الأول، ومولده سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وكان قد أقام بالقاهرة مدّة، وفيها ولى قضاء دمشق، فلم تشكر مباشرته، وكان أولا ينوب فى الحكم بدمشق، وأفتى، ودرّس، وبرع فى الفقه، وشارك فى العقليات.

وتوفّى الملك الأشرف إسمعيل بن الأفضل عبّاس بن المجاهد على بن المؤيد داود بن المظفر يوسف بن المنصور عمر بن على بن رسول، فى ليلة السبت ثامن عشر ربيع الأول، بمدينة تعز، من بلاد اليمن، عن سبع وثلاثين سنة؛ ولى سلطنة اليمن، بعد أبيه، فى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، حتى مات، وكان حليما كثير السخاء، مقبلا على العلم، محبّا للغرباء؛ وصنّف تاريخا لليمن، قدم علينا إلى القاهرة، ووقف عليه المقريزى؛ وقام بمملكة اليمن، بعد أبيه، الملك الناصر أحمد.

وتوفّى نور الدين على بن يحيى بن جميع الطائى العتمدى (١)، كبير تجّار اليمن، بعدن، أبين (٢)، فى ليلة عيد الفطر، وقد جاوز الستين، وكان مكينا عند الأشرف (٣).

وتوفّى برهان الدين إبراهيم بن على التادلى، قاضى القضاة المالكية بدمشق، يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى (٤) الأولى، فى الحرب مع أصحاب تمرلنك، ومولده سلخ سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، ولى قضاء دمشق بعد المازونى، سنة ثمان وسبعين [وسبعمائة] (٥)،


(١) العتمدى: كذا فى الأصل.
(٢) أبين: كذا فى الأصل.
(٣) الأشرف، يقصد الملك الأشرف إسمعيل.
(٤) جمادى: جمدى.
(٥) [وسبعمائة]: تنقص فى الأصل.