للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مولد الأمير محمد عام حجّة الوداع، وكان له من العمر لما قتل ثمانية وعشرون سنة، ومات أبوه أبو بكر وله من العمر نحو سنتين ونصف.

قال ابن عبد الحكم: لما قتل محمد بن الإمام أبى بكر، ، أرسل معاوية (١) بن خديج قميصه، الذى قتل فيه، بدمه إلى المدينة، فأدخلوه دار الإمام عثمان ابن عفان، ، واجتمع رجال عثمان ونساؤه، وأظهروا الفرح والسرور فى ذلك اليوم، ولبست نائلة بنت القرامصة، زوجة الإمام عثمان، القميص، ورقصت فيه بين الملأ من الحاضرين، انتهى ذلك.

قيل دخلوا على أسما بنت عيس أمّ محمد بن أبى بكر، فقيل لها: «قد قتل ابنك محمد بمصر، وأحرق فى جوف حمار»، وكانت قائمة تصلّى، فعضّت على شفتها حتى سحّت ثديا دما، ولم تتكلم، تمت.

قال ابن وصيف شاه: لما قتل الأمير محمد، أخذ رأسه وجثّته زمام الخادم، ودفنه خارج مدينة الفسطاط، وبنى هناك مسجدا، وهو إلى الآن يعرف بمسجد زمام، ويزوره الناس.

قال الكندى: لما قتل الأمير محمد، أرسلت أخت معاوية (١) بن خديج إلى عائشة بنت أبى بكر، ، بخروف مشوى، وقالت لها: «هكذا شوى أخوك محمد بمصر»، فخلفت عائشة يمينا أنّها لا تأكل الشوى قط حتى تلقى (٢) الله تعالى، فما أكلته بعد ذلك أبدا، انتهى.

فلما قتل الأمير محمد، أعيد بعده الأمير عمرو بن العاص، ، وذلك فى خلافة معاوية بن أبى سفيان، سنة ثمان وثلاثين، واستمرّ فى هذه الولاية حتى مات، ودفن بمصر.

وفى أيامه، توفّى عبادة بن الصامت، ، وعاش عبادة اثنتين وسبعين سنة، وكان من مشاهير الصحابة.


(١) معاوية: معوية.
(٢) تلقى: تلقا.