للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى صفر، جاءت الأخبار من حلب، أنّ منطاش ونعير، توجّها إلى حماة، ودخلا المدينة على حين غفلة، فنهبوا أسواقها، وأخذوا أموال التجّار؛ فلما بلغ الأمير جلبان، نائب حلب، بما فعله نعير، ركب ومن معه من العسكر الحلبى، وكبس على بلاد نعير، فى غيبته، ونهب أمواله، وأخذ أولاده ونساءه (١)؛ وأحرق بيوته، وقتل جماعة [كثيرة] (٢) من عربانه.

وفيه قرّر فى الدوادارية، الأمير قلمطاى العثمانى، عوضا عن الأمير أبى يزيد، بحكم وفاته.

وفى ربيع الأول، توفّى الصاحب علم الدين عبد الله بن أبى شاكر عبد الكريم ابن الغنّام، مات وهو منفصل عن الوزارة. - وفيه توفّى الشيخ صلاح الدين بن الأعمى الحنبلى، مدرّس المدرسة البرقوقية، وكان من أهل العلم، بارعا فى مذهبه.

وفيه جاءت الأخبار من حلب، بأن وقع بها سيل عظيم، وساق معه من الجبال أشياء كثيرة، من الوحوش والأفاعى، فقيل: جاء فى هذا السيل ثعبان طوله سبعة أذرع، يدخل الآدمى فى جوفه ما يبان.

وفى ربيع الآخر، توفّى الشيخ الصالح المعتقد موسى العبدوينى (٣). - وفيه قرّر فى نيابة غزّة ألطنبغا العثمانى، عوضا عن يلبغا الأشقتمرى.

وفى جمادى الأولى، توعّك جسد السلطان، واشتدّ به الإسهال الدموى، فأرجفت له القاهرة بموته، فأقام على ذلك أياما؛ ثم إنّه شفى وركب، فزيّنت له القاهرة سبعة أيام، ودقّت له البشائر بالقلعة، ثم إنّه نزل وشقّ المدينة، وضجّ الناس له بالدعاء؛ ثم دخل لدار [الأمير] (٤) أيتمش البجاسى، وعاده لأنّه كان مريضا؛ ثم طلع إلى القلعة.


(١) ونساءه: ونسايه.
(٢) [كثيرة]: عن فيينا ص ٤٦ ب.
(٣) العبدوينى: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ٤١ آ، وأيضا فى فيينا ص ٤٧ آ. ولكن فى طهران ص ٣٦ ب: العيدروسى، وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٧ آ: العيدومى.
(٤) [الأمير]: عن فيينا ص ٤٧ آ.