للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قدم رسول ملك الروم أبو يزيد بن عثمان، وأخبر أنّ تمر لنك رحل عن أذربيجان، ورجع إلى سمرقند، وأنّه (١) وقع فى عسكره الفناء والغلاء (٢).

وفى صفر، وصل الخبر، بأنّ منطاش اتّفق مع صاحب سيواس على أن يخرجوا عن الطاعة (٣)، وأن يخامروا على السلطان، فتشوّش السلطان لذلك، وأخذ حذره من منطاش.

وفى ربيع الأوّل، منع السلطان قرّاء (٤) الأجواق من التهتيك فى القرآن. - وفيه وقع الوباء بالديار المصرية، وعزّ البطيخ الصيفى، حتى أبيعت البطيخة الواحدة بخمسين درهما، وأبيع الرطل الكمثرى بعشرة دراهم.

فلما اشتدّ الأمر على الناس، توجّه قاضى القضاة (٥) ناصر الدين بن الميلق إلى الجامع الأزهر، وقرأ هناك صحيح البخارى، واجتمع من الناس ما لا يحصى، ودعوا إلى الله تعالى برفع الوباء، وكرّروا ذلك غير ما مرّة بجامع الأزهر، وجامع الحاكم، وجامع ابن طولون، وأحضروا معهم الأطفال الأيتام، واستمرّوا على ذلك أياما.

وفى ربيع الآخر، توفّى الشيخ علاء الدين السيرامى (٦)، شيخ المدرسة البرقوقية، مات عن سبعين سنة، وكان من أعيان علماء الحنفية، بارعا فى الفقه والأصول والمعقولات والمعانى والبيان، واشتهر بالعلم، وانتفع به الناس جدّا.

ومن الحوادث أنّ فى هذا الشهر، أحدث السلطان السلام على رسول الله، ، فى الأذان كله، إلا المغرب لضيق الوقت، وكان فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة أحدث السلطان السلام على رسول الله، ، فى أذان العشاء فقط، ثم بدا له فى هذه السنة أن يحدث السلام فى الأذان كله إلا المغرب، وهذه بدعة حسنة حادثة.


(١) وأنه: وأن.
(٢) الفناء والغلاء: الفنا والغلا.
(٣) عن الطاعة: فى فيينا ص ١٦ آ: عن طاعة السلطان.
(٤) قراء: قرا.
(٥) قاضى القضاة: القاضى القضاة.
(٦) السيرامى: فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٣١ آ: الشيرامى.