للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(تُصَعِّرْ) الصَّعَر: ميل العنق والوجه إلى أحد الجانبين؛ تعبيرًا عن الإعراض، والنظر للناس بكِبْرٍ وعَظَمَة.

والمعنى: لا تتكبر وتتعاظم وتحتقر عباد الله!

فائدة:

الآية تبيّن تحريم الكبر، والإعجاب بالنفس، واحتقار الآخرين؛ وفي الحديث: «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ» السلسلة الصحيحة (١٨٠٢).

[تعاطى]

قال تعالى: ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩)[القمر: ٢٩].

(فَتَعَاطَى) أي تناول، من (المُعاطاة) وهي المناولة؛ تقول العرب: (تعاطى فلان الشيء بيده) أي: تناوله.

والمعنى: أن أشقى القوم تناول سهمًا فرمى به ناقة صالح ، ثم قام إليها وشدّ عليها بالسيف فعقرها؛ قاتله الله!

تعزّروه

قال تعالى ﴿لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: ٩].

(وتعزروه): أصل كلمة عزّرَ؛ أي: مَنَعَ، وقمع بالقوة. ومنها جاء تعزير المخطئ؛ فهي من ألفاظ الأضداد في اللغة:

فهي تعني: المنع بالتعظيم والنصرة؛ كتعزير النبي، وقمع ما يضره.

وتعني: المنع بما دون الحد بالإهانة والضرب؛ كتعزير المخطئ وقمعه مما يضر؛ فهي بحسب سياق الجملة.

فتعزير الرسول : هو منع ما يضره من عدوه، ومن يؤذيه بالقوة؛ والمعنى: نصرته وإجلاله وحمايته.

* ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾ [المائدة: ١٢].

(وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي: نصرتموهم بالقوة من عدوهم.

* ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٧].

(وَعَزَّرُوهُ) أي: نصروه وردُّوا عنه من يؤذيه بالقوة والسيف.

<<  <   >  >>