(بِمَا حَفِظَ اللَّهُ): بسبب حفظ الله لهن وتوفيقه.
والمعنى: يخبر الله تعالى عن وظيفة الزوجة المؤمنة؛ فوصف الزوجات بأنهن قانتات -أي: طائعات - وحافظات لأزواجهن في غيبتهم، فتحفظه في نفسها وفي ماله وبيته والأبناء، وذلك (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ): فهو منَّة من الله على المؤمنات وليس من عند أنفسهن؛ فالنفس أمارة بالسوء، فالحفاظ على الطاعة والاستقامة من الله تعالى.
[قوموا]
قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨].
(قُومُوا): تشمل المعاني التالية:
١ - قوموا وقوفًا على القدمين في كل الصلوات إلا لعذر؛ ومن هنا يستدل الفقهاء على ركنية القيام في الصلاة.
٢ - وقوموا؛ أي: امتثلوا لأمر الله وأطيعوه.
٣ - وقوموا لله؛ أي: لأجله وحده مخلصين له لا شريك له.
(قَانِتِينَ) القنوت يطلق لعدة معانٍ، وهو في الآية يعني: ساكنين خاشعين.
وقد نزل قوله تعالى: (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) توجيهًا للصحابة؛ فقد كانوا يتكلمون في الصلاة: فعن زَيْدِ بْنِ أَرْقَم قال: «إِنْ كُنَّا لَنَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِحَاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ» صحيح البخاري (١٢٠٠).
أما (الصلاة الوسطى) فقد وردت فيها أقوال كثيرة، والراجح: أنها صلاة العصر؛ لقول النبي ﷺ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ: «مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا؛ شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» صحيح البخاري (٢٩٣١).
فائدة:
قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ … ) حافظوا: تدل على العموم؛ فلم يحدد المحافظة على خشوعها، أم على أركانها، أم على ماذا؛ مما يدلُ على أن معنى الآية الكريمة: حافظوا على كل ما يقيمها صحيحة تامة؛ فحافظوا على أوقاتها، وعلى وضوئها، وعلى أركانها وواجباتها، وعلى القيام والخشوع فيها، وعلى أدائها جماعة للرجال.
ولمزيد الفائدة انظر: تفسير ابن عثيمين ﵀ للآية.