- وفيه الأدب مع الرسول، والكبير، والمعلم، وغيره.
- من الأدب استعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحَسن من المعاني، وترك الألفاظ المشتبهة التي تحتمل معنى غير لائق.
فقد أمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسَن فقال: (وَقُولُوا انْظُرْنَا) أي: انتظرنا وتأنَّ معنا حتى نفهم عنك؛ فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور.
(وَاسْمَعُوا) من الاستجابة والطاعة؛ أي: أطيعوا ما أمركم الرسول به.
ولم يذكر المسموع؛ ليعمَّ كلَّ خير، فيدخل فيه القرآن والسنة وكل نافع.
رَاغَ
قال تعالى: ﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ [الصافات: ٩١].
(فَرَاغَ) الرَّوْغ: هو العودة السريعة بخفة وخفية، ومنها (المراوغة) وهي: العودة السريعة مرة بعد مرة.
والمعنى: بعد أن خرج القوم من عند آلهتهم عاد هو إليهم خِفْيَة.
* ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات: ٩٣].
فعاد إليهم خِفْيَة مغتنمًا خلو المكان من الناس، فمال عليهم ضربًا وتحطيمًا.
* ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ [الذاريات: ٢٦] أي: عاد إلى أهله بخفة وخِفية؛ كي لا يستأذن ضيوفه فيشعروا به، وهو زيادة في الإكرام حتى لا يشعروا بالتكلف لهم فيستحيوا منه.
رِبِّيّون
قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٦].
(رِبِّيُّون) لها معنيان لا يتعارضان:
١ - من الرِّبَّة: وهي الجماعة.
وقيل: (الرِّبَّة) الواحدة هي الجماعة، أو الأتباع المكونة من عشرة آلاف فرد. فمعنى (ربيون كثير): آلاف كثيرة من الأتباع.
٢ - وقيل: من (الرَّب)؛ فالربيون: هم الرَّبانيون الذين يعبدون الرب.
وقد رَبَّتْهم أنبياؤُهم على الإيمان والأعمال الصالحة؛ فالمعنى: أتباع ربانيّون كثير.