للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - (يومُ الحسرةِ) قيل له يوم الحسرة؛ لشدة ندم الكفار فيه على ما كان منهم من التفريط، ولأنهم حين يرون بيوتهم في الجنة وما أبدلهم الله بها من بيوت في النار، تأخذهم الحسرة والندامة.

وقد يندم فيه المؤمنون على ما كان منهم من التقصير؛ ففي الحديث: «ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها، إلا حَسِر عليها يوم القيامة» حسنه الألباني في صحيح الجامع (٥٧٢٠).

وقال الحسن: (تعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره؛ فأي ساعة لم يحدث فيها خيرًا تتقطّع نفسه عليها حسرات). انظر: التبصرة (١/ ٣٣١)، قال تعالى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [مريم: ٣٩].

٩ - (يومُ الحسابِ) سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ الله يُحصِي فيه أعمالَ الخلائقِ ويُحاسِبُهم عليها، ويُعدِّدُ نِعَمَه عليهم، فيومئذٍ يظهرُ الكافرُ من الشاكرِ؛ ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [ص: ٥٣].

١٠ - (يومُ الجمعِ) سُمِّيَ بذلك: لأنَّ اللهَ تعالى يجمعُ فيه الخلائقَ أوّلهم وآخرهم على صعيد واحد في أرضِ المحشَرِ للحسابِ؛ ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ﴾ [التغابن: ٩].

١١ - (يومُ الآزفةِ) سُمِّيَ بالآزفةِ -أي: القريبةُ- وذلك لاقترابِها وقرب وقوعها؛ ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر: ١٨].

١٢ - (يومُ الوَعيدِ) سُمِّيَ بذلك؛ لتحقُّقِ ما توعّدَ اللهُ به العصاة من عذاب؛ ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾ [ق: ٢٠].

١٣ - (يومُ التَّنادِ) سُمِّيَ بذلك؛ لكثرةِ ما يكونُ فيه من نداءٍ، فكلٌّ ينادَى باسمِه للحسابِ، وأصحابُ الجنةِ يُنادُون أصحابَ النارِ: (أنْ هل وجدتُّم ما وعدَ ربُّكم حقًّا)، وأصحابُ النارِ يُنادُون أصحابَ الجنةِ: (أنْ أفيضُوا علينا من الماءِ أو مِمَّا رزَقَكم اللهُ) وأصحابُ الأعرافِ يُنادون، ويُنادى على كل أمة بإمامِهم … ﴿وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾ [غافر: ٣٢].

١٤ - (يومُ التلاقِ) سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يومٌ يلتقي فيه المخلوق بالخالق، وأهلُ السماوات بأهلِ الأرضِ، والأوَّلون بالآخِرين، والظالِمُ بالمظلومِ … ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ [غافر: ١٥].

١٥ - (يومُ التغابُنِ) مِنْ الغَبْنِ: وهو فَوْتُ الحظِّ والتقصيرُ في نيْلِه؛ ففيه يَغبِنُ المؤمنُ نفسَه بتقصيرِه في الإحسانِ وفواتِ حظِّه من الرِّفعةِ، ويُغبَنُ كلُّ كافرٍ بتركِه الإيمانَ وفواتِ حظِّه من الجنة؛ ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ [التغابن: ٩].

<<  <   >  >>