للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَعَسَى الله) عسى من الله تفيد تحقق الوقوع؛ فهي بشرى لرسول الله والمؤمنين بقرب النصر والفتح.

* ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الممتحنة: ٧].

(عسى) وعسى من الله موجبة التحقق لما رأى منهم الامتثال والصدق، ولَقَدْ أنْجَزَ اللَّهُ سُبْحانَهُ وعْدَهُ الكَرِيمَ حِينَ أتاحَ لَهُمُ الفَتْحَ فَأسْلَمَ قَوْمُهم؛ فَتَمَّ بَيْنَهم ما تمنَّوا مِنَ التَّحابِّ والتَّصافِي.

* ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودا﴾ [الإسراء: ٧٩].

(عَسَى) فيها وعد وبشرى لرسوله بأن يقيمه المقام المحمود يوم القيامة.

* ﴿قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾ [النمل: ٧٢].

(عَسَى أَنْ يَكُونَ) عسى من الله للوجوب، وقد حصل لهم القتل يوم بدر، وباقي العذاب يأتيهم

يوم القيامة.

* ﴿أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبا﴾ [الإسراء: ٥١].

(قُلْ عَسَى) وعسى من الله واجبة؛ فهو جزم بأنه حاصل، وقريب على اعتبار أن كل ما هو آت قريب.

* ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٠٢].

(عَسَى اللَّهُ) هم عدد من الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فربطوا أنفسهم بالسّواري في المسجد حتى يتوب الله عليهم، وعسى من الله واجبة الوقوع؛ وتعني: التوبة عليهم. فلما نزلت الآية أطلقهم رسول الله ، وعذرَهم، وتجاوز عنهم.

- عسى في الآيات التالية تفيد الترجي:

* ﴿وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدا﴾ [الكهف: ٢٤].

(عَسَى) عسى هنا رجاء من المخلوق إلى خالقه بأن يهديه.

* ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: ٢٢].

(عَسَى): رجاء من المخلوق إلى خالقه وطلب الهداية منه.

* ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّا﴾ [مريم: ٤٨].

(عسى) هنا من المخلوق للترجي.

أي: أرجو الله أن لا أكون بدعائه شقيًّا، بل يجيب دعائي ويعطيني مسألتي.

<<  <   >  >>