للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تفعل قم ونم وصم وأفطر) بهمزة قطع مفتوحة وكسر الطاء (فإن لجسدك عليك حقًّا) فترفق به ولا تتعبه حتى تعجز عن القيام بالفرائض (وإن لعينك) بالإفراد (عليك حقًّا) من النوم (وإن لزورك) بفتح الزاي وسكون الواو ولضيفك (عليك حقًّا) وهذا موضع الترجمة (وإن لزوجك عليك حقًّا وإنك) بكسر الهمزة (عسى أن يطول بك عمر) بضمتين فتضعف فلا تستطيع المداومة على ذلك وخير العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قل (وإن من حسبك) بسكون السين المهملة أي من كفايتك (أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام) أي يعينها (فإن بكل حسنة عشر أمثالها فذلك) أي صيام الثلاث من كل شهر هو (هو الدهر كله) في ثواب صيامه (قال) عبد الله بن عمرو (فشددت) على نفسي (فشدد عليّ) بتشديد التحتية وشدّد بضم الشين المعجمة مبنيًّا للمفعول (فقلت) يا رسول الله (فإني أطيق غير ذلك) أكثر منه (قال: فصم من كل جمعة ثلاثة أيام) أي يعينها (قال: فشددت) على نفسي (فشلد عليّ قلت إني أطيق غير ذلك) بإسقاط الفاء قبل قاف قلت ولفظة إني (قال) : (فصم صوم نبي الله داود. قلت: وما صوم نبي الله داود؟ قال: نصف الدهر) بأن تصوم يومًا وتفطر يومًا.

والحديث سبق في الصوم.

٨٥ - باب إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ

وَقَوْلِهِ: ﴿ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴾ [الحجرات: ٥١]، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ هُوَ زَوْرٌ، وَهَؤُلَاءِ زَوْرٌ وَضَيْفٌ وَمَعْنَاهُ أَضْيَافُهُ وَزُوَّارُهُ لأَنَّهَا مَصْدَرٌ مِثْلَ قَوْمٌ رِضًا وَعَدْلٌ وَيُقَالُ: مَاءٌ غَوْرٌ، وَبِئْرٌ وَمَاءَانِ غَوْرٌ وَمِيَاهٌ غَوْرٌ وَيُقَالُ الغَوْرُ: الغَائِرُ لَا تَنَالُهُ الدَّلَاءُ، كُلُّ شَيْءٍ غُرْتَ فِيهِ فَهُوَ مَغَارَةً تَزَاوَرُ تَمِيلُ مِنَ الزَّوْرِ وَالأَزْوَرُ: الأَمْيَلُ.

(باب) استحباب (إكرام الضيف) مصدر مضاف لمفعوله والفاعل محذوف أي إكرام المضيف (و) استحباب (خدمته إياه بنفسه) من عطف الخاص على العام إذ الإكرام أعم من أن يكون بالنفس أو بأحد (وقوله) بالجرّ عطفًا على السابق (﴿ضيف إبراهيم المكرمين﴾ [الذاريات: ٢٤].

(قال أبو عبد الله) المؤلّف: (يقال) في المفرد (هو زور و) في الجمع (هؤلاء زور) فيستوي فيه الجمع والمفرد (و) كذا (ضيف ومعناه أضيافه وزوَّاره لأنها مصدر مثل قوم رضا وعدل) يعني مرضيون وعدول فالمعنى جمع واللفظ مفرد (ويقال ماء غور وبئر غور وماءان غور ومياه غور) فهو وصف بالمصدر (ويقال الغور الغائر) الذي (لا تناله الدلاء كل شيء غرت فيه فهو مغارة تزاور تميل من الزور والأزور الأميل) ومنه زاره إذا مال إليه وكان أضياف إبراهيم اثني عشر ملكًا، وقيل تسعة عاشرهم جبريل وجعلهم ضيفًا لأنهم كانوا في صورة الضيف حيث أضافهم إبراهيم أو لأنهم كانوا في حسبانه كذلك قوله ﴿المكرمين﴾ أي عند الله كقوله ﴿بل عباد مكرمون﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>