استشكل أخذه بمفهوم العدد حتى قال: سأزيد على السبعين مع أنه قد سبق قبل ذلك بمدة طويلة قوله تعالى في حق أبي طالب: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى﴾ [التوبة: ١١٣] وأجيب: بأن الاستغفار لابن أبيّ إنما هو لقصد تطييب من بقي منهم وفي ذلك نظر فليتأمل.
(قال: فصلّى عليه رسول الله ﷺ وصلينا معه) فيه أن عمر ترك رأي نفسه وتابع النبي ﷺ(ثم أنزل الله عليه) ولأبي ذر: أنزل عليه بضم الهمزة مبنيًا للمفعول (﴿ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره﴾) للدفن أو الزيارة (﴿إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون﴾)[التوبة: ٨٤] تعليل للنهي والتعليل بالفسق مع أن الكفر أعظم قيل للإشعار بأنه كان عندهم موصوفًا بالفسق أيضًا فإن الكافر قد يكون عدلاً عند أهله، وإنما نهي عن الصلاة دون التكفين لأن البخل به مخلّ بكرمه ﵊ أو لإلباسه العباس قميصه حين أُسر ببدر كما مرّ أو لأنه ما كان يردّ سائلاً وتكفينه فيه وإن علم ﵊ أنه لا يردّ عنه العذاب فلأن ابنه قال: لا تشمت به الأعداء، ولأحمد من حديث قتادة قال ابنه: يا رسول الله إن لم تأته لم يزل يعير بهذا أو رجا إسلام غيره كما مرّ، وسقط لأبي ذر قوله: ﴿ولا تقم على قبره﴾ الخ …
(باب قوله) تعالى، التبويب وتاليه ثابت لأبي ذر ساقط لغيره (﴿سيحلفون بالله لكم﴾) أيمانًا كاذبة والمحلوف عليه أنهم ما قدروا على الخروج في غزوة تبوك (﴿إذا انقلبتم﴾) رجعتم من الغزو (﴿إليهم لتعرضوا عنهم﴾) فلا تعاتبوهم (﴿فأعرضوا عنهم﴾) احتقارًا لهم ولا توبخوهم (﴿إنهم رجس﴾) قدّر نجس بواطنهم واعتقاداتهم وهو علة للإعراض وترك المعاتبة (﴿ومأواهم جهنم﴾) مصيرهم في الآخرة إليها وهو من تمام التعليل (﴿جزاء بما كانوا يكسبون﴾)[التوبة: ٩٥]. من النفاق ونصب جزاء على المصدر بفعل من لفظه مقدر أي يجزون جزاء وسقط قوله فأعرضوا عنهم الخ لأبي ذر وقال ابن حجر: سقط لكلام أي قوله: ﴿سيحلفون بالله لكم﴾ من رواية الأصيلي والصواب إثباتها.