هذا (باب) بالتنوين في قوله جل وعلا (﴿ادعوهم﴾) انسبوهم (﴿لآبائهم﴾) أي الذين ولدوهم (﴿هو أقسط عند الله﴾)[الأحزاب: ٥] أي أعدل تعليل لسابقه وسقط هو أقسط عند الله لغير أبوي الوقت وذر وباب لغير أبي ذر.
وبه قال:(حدّثنا معلى بن أسد) بضم الميم وفتح العين المهملة واللام المشددة العمي أبو الهيثم البصري قال: (حدّثنا عبد العزيز بن المختار) الدباغ البصري مولى حفصة بنت سيرين قال: (حدّثنا موسى بن عقبة) الإمام في المغازي مولى آل الزبير بن العوّام (قال حدّثني) بالإفراد (سالم عن) أبيه (عبد الله بن عمرو ﵄ أن زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ ما كنا ندعوه إلا زيدًا بن محمد) لأنه ﷺ كان تبناه قبل النبوّة (حتى نزل القرآن ﴿ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله﴾) فأمر بردّ نسبهم إلى آبائهم في الحقيقة ونسخ ما كان في ابتداء الإسلام من جواز ادّعاء الأبناء الأجانب.
وهذا الحديث أخرجه مسلم في الفضائل والترمذي في التفسير والمناقب والنسائي في التفسير.
هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: (﴿فمنهم﴾) من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي من الثبات مع الرسول والمقاتلة لإعلاء الدين (﴿من قضى نحبه﴾) يعني حمزة وأصحابه (﴿ومنهم من ينتظر﴾) الشهادة كعثمان وطلحة ينتظرون أحد أمرين إما الشهادة أو النصر (﴿وما بدلوا﴾) العهد ولا غيروه (﴿تبديلًا﴾)[الأحزاب: ٢٣] شيئًا من التبديل بخلاف المنافقين فإنهم قالوا لا نولي الأدبار وبدلوا قولهم وولوا أدبارهم (﴿نحبه﴾) أي (عهده) والمعنى ومنهم من فرغ من نذره ووفى بعهده فصبر على الجهاد وقاتل حتى قتل والنحب النذر فاستعير للموت لأنه كنذر