(عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب (عن عروة) بن الزبير بن العوّام (أن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ):
(رأيت جهنم) حقيقة أو عرض عليه مثالها وكان ذلك في كسوف الشمس (يحطم) بكسر الطاء أي يأكل (بعضها بعضًا ورأيت عمرًا) هو ابن عامر الخزاعي (يجر قصبه) بضم القاف وسكون المهملة أمعاءه أي في النار وسقط للعلم به (وهو أول من سيّب السوائب).
وقد سبق هذا الحديث مطوّلًا في أبواب العمل في الصلاة من وجه آخر عن يونس بن يزيد.
هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: (﴿وكنت عليهم شهيدًا﴾) رقيبًا كالشاهد لم أمكنهم من هذا القول الشنيع وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله﴾ فضلًا عن أن يعتقدوه (﴿ما دمت فيهم فلما توفيتني﴾) أي بالرفع إلى السماء لقوله تعالى: ﴿إني متوفيك ورافعك﴾ [آل عمران: ٥٥] والمتوفى أخذ الشيء وافيًا والموت نوع منه (﴿كنت أنت الرقيب عليهم﴾) المراقب لأحوالهم فتمنع من أردت عصمته بأدلة العقل والآيات التي أنزلت إليهم (﴿وأنت على كل شيء شهيد﴾)[المائدة: ١١٧] مطلع عليه مراقب له.
قال في فتوح الغيب: فإن قلت: إذا كان الشهيد بمعنى الرقيب فلمَ عدل عنه إلى الرقيب في قوله تعالى: ﴿كنت أنت الرقيب عليهم﴾ مع أنه ذيل الكلام بقوله: ﴿وأنت على كل شيء شهيد﴾؟ وأجاب: بأنه خولف بين العبارتين ليميز بين الشهيدين والرقيبين فيكون عيسى ﵇ رقيبًا ليس كالرقيب الذي يمنع ويلزم بل هو كالشاهد على المشهود عليه ومنعه بمجرد القول، وأنه تعالى هو الذي يمنع منع إلزام بنصب الأدلة وإنزال البينات وإرسال الرسل، وسقط لأبي ذر قوله: ﴿فلما توفيتني﴾ الخ … وقال بعد قوله: ﴿ما دمت فيهم﴾ الآية.