وبه قال:(حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي قال: (حدّثنا الليث) بن سعد الإمام قال: (حدثني) بالإفراد (سعيد) هو ابن أبي سعيد المقبري (عن أبي هريرة ﵁) أنه (قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ﷺ شاة فيها سم) بتثليث السين أهدتها له زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم وكانت سألت أيّ عضو من الشاة أحب إليه؟ فقيل: الذراع فأكثرت فيها من السم، فلما تناول الذراع لاك منها مضغة ولم يسغها، وأكل منها معه بشر بن البراء فأساغ لقمته ومات منها.
وعند البيهقي أنه ﵊ أكل وقال لأصحابه:"أمسكوا فإنها مسمومة" (وقال لها: "ما حملك على ذلك"؟ قالت: أردت إن كنت نبيًّا فيطلعك الله وإن كنت كاذبًا فأريح الناس منك. قال: فما عرض لها. وزاد عبد الرزاق واحتجم على الكاهل. قال: قال الزهري: وأسلمت فتركها. وعند ابن سعد أنه دفعها إلى أولياء بشر فقتلوها.
٤٢ - باب غَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ
(باب غزوة زيد بن حارثة) والد أسامة مولى النبي ﷺ وسقط لفظ باب لأبي ذر.
وبه قال:(حدّثنا مسدد) بن مسرهد قال: (حدّثنا يحيى بن سعيد) القطان قال: (حدّثنا سفيان بن سعيد) الثوري الكوفي قال: (حدّثنا عبد الله بن دينار) المدني مولى ابن عمر (عن ابن عمر ﵄ قال: أمّر) بتشديد الميم (رسول الله ﷺ أسامة) بن زيد (على قوم) من كبار المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وغيرهم (فطعنوا) أي بعضهم (في إمارته) بكسر الهمزة وكان أشدهم في ذلك عياش بن أبي ربيعة فقال: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين، فكثرت المقالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك فردّه على من تكلم، وأخبر بذلك النبي ﷺ فغضب غضبًا شديدًا فخطب (فقال):
(إن تطعنوا) بضم العين وفتحها (في إمارته) أي أسامة (فقد طعنتم في إمارة أبيه) زيد (من قبله) في غزوة مؤتة، وقد بعث ﷺ زيد بن حارثة في عدة سرايا. قال سلمة بن الأكوع فيما رواه أبو مسلم الكجي: غزوت مع زيد بن حارثة سبع غزوات يؤمره علينا الحديث. فأولها قبل