وبه قال:(حدّثنا بشر بن محمد) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة السختياني المروزي قال: (أخبرنا عبد الله) هو ابن المبارك المروزي قال: (أخبرنا عاصم) هو ابن سليمان الأحول (عن حفصة بنت سيرين) أخت محمد بن سيرين (عن أنس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ) أنه (قال):
(الطاعون شهادة لكل مسلم) وفي حديث أبي عسيب عند أحمد مرفوعًا: "ورجز على الكافر".
وفي حديث عتبة بن عبد عند الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به مرفوعًا:"يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء. فيقال انظروا فإن كان جراحتهم كجراح الشهداء تسيل دمًا كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك".
وحديث الباب أخرجه المؤلّف أيضًا في الطب ومسلم في الجهاد.
(باب قول الله تعالى) ولأبي ذر: ﷿: (﴿لا يستوي القاعدون﴾) عن الجهاد (﴿من المؤمنين﴾) في موضع الحال من القاعدين أو من الضمير الذي فيه ومن للبيان، والمراد بالجهاد غزوة بدر قاله ابن عباس. وقال مقاتل: غزوة تبوك. (﴿غير أُولي الضرر﴾) برفع غير صفة للقاعدين والضرر كالعمى والعرج والمرض، (﴿والمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم﴾) عطف على قوله: (القاعدون) أي لا مساواة بينهم وبين من قعد عن الجهاد من غير علة، وفائدته تذكير ما بينهما من التفاوت ليرغب القاعد في الجهاد رفعًا لرتبته وأنفة عن انحطاط منزلته (﴿فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة﴾) نصب بنزع الخافض أي بدرجة والجملة موضحة للجملة الأولى التي فيها عدم استواء القاعدين والمجاهدين كأنه قيل: ما بالهم لا يستوون؟ فأجيب بقوله: فضل الله المجاهدين (﴿وكلاًّ﴾) من القاعدين والمجاهدين (﴿وعد الله الحسنى﴾) المثوبة الحسنى وهي الجنة لحسن عقيدتهم