للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجوز أن يكون مستثنى من المحضرين لفساد المعنى لأنه يلزم حينئذٍ أن يكونوا مندرجين فيمن كذب، لكنهم لم يحضروا لكونهم عباد الله المخلصين وهو بين الفساد ولا يقال هو مستثنى منه استثناء منقطعًا لأنه يصير المعنى لكن عباد الله المخلصين من غير هؤلاء لم يحضروا ولا حاجة إلى هذا بوجه إذ به يفسد نظم الكلام (﴿وتركنا عليه في الآخرين﴾) [الصافات: ١٢٣ - ١٢٤ - ١٢٥ - ١٢٦ - ١٢٧ - ١٢٨ - ١٢٩] أي ثناء جميلاً.

(قال ابن عباس) فيما وصله ابن جرير (يذكر بخير) أي في الآخرين، ولأبي ذر بعد قوله: ﴿ألا تتقون﴾ إلى قوله ﴿وتركنا عليه في الآخرين﴾ إسقاط ﴿أتدعون بعلاً﴾ إلى آخر قوله ﴿المخلصين﴾ (﴿سلام على آل ياسين﴾) بفتح الهمزة ومدها وكسر اللام وفصلها من الياء وهي قراءة نافع وابن عامر ويعقوب أضافوا آل الذي هو بمعنى أهل إلى ياسين كآل إبراهيم، فهي على هذه القراءة كلمتان فيكون ياسين أبا إلياس وقراءة الباقين بكسر الهمزة وسكون اللام ووصلها بالياء كلمة واحدة جمع لإِلياس وجمع باعتبار أصحابه كالمهلبين في المهلب (﴿إنّا كذلك نجزي المحسنين﴾) أي إنما خصصناه بأن يذكر بخير لأجل كونه محسنًا ثم علل كونه محسنًا بقوله: (﴿إنه من عبادنا المؤمنين﴾) [الصافات: ١٣٠ - ١٣١ - ١٣٢].

(يذكر) بضم أوله بصيغة التمريض (عن ابن مسعود) فيما وصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن (وابن عباس) فيما وصله ابن جويبر في تفسيره بإسناد ضعيف (إن الياس هو إدريس) فيكون له اسمان، وفي مصحف ابن مسعود ﴿وإن إدريس لمن المرسلين﴾ وسبق أن الياس من ولد هارون أخي موسى فعلى هذا فليس إدريس جدًّا لنوح لأنه من بني إسرائيل، والصحيح أن الياس غير إدريس لأن الله تعالى ذكره في سورة الأنعام حيث قال: (ونوحًا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان﴾ إلى أن قال: ﴿وعيسى والياس﴾ [الأنعام: ٨٤ و ٩٥] فدلّ على أن الياس من ذرية نوح وإدريس جد أبي نوح كما يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى.

٥ - باب ذِكْرِ إِدْرِيسَ . وَهوَ جَدُّ أَبِي نُوحٍ، وَيُقَالُ جَدُّ نُوحٍ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾

(باب ذكر إدريس عليه) الصلاة و (السلام) بكسر ذال ذكر وضمها في اليونينية وسقط لفظ باب لأبي ذر (وهو جد أبي نوح) لأنه نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس. (ويقال جد نوح مجازًا لأن جد الأب جد، وقوله: وهو جد وقوله: وهو جد الخ … ثابت لابن عساكر. وكان إدريس أول نبي أعطي النبوة بعد آدم وشيث ، وأول من خط بالقلم وأدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثمان سنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>